اميركا لن تساعد قبل التقدم بالاصلاحات
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
بدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رحلة البحث عن المساعدات، بدءا من الباب الفرنسي، لكن معلوم ان اي مساعدة فعلية، لن تأتي ما لم تفتح السعودية بابها... وباب الخليج.
واشار مصدر ديبلوماسي، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان انكفاء المملكة عن لبنان لا يتعلق فقط بالعلاقة مع الرئيس سعد الحريري التي يمكن وصفها بالمتوترة، لكنها نتيجة لعدة عوامل، من ابرزها:
- الرياض ليست راضية عن اداء "التسويات في المنطقة"، بدءا من التسوية التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة اللبنانية.
- تنامي وتعاظم قوة حزب الله ليس فقط داخل الملعب اللبناني، بل تأثيره يمتد الى عدد من دول المنطقة من العراق الى اليمن، الى جانب دعم بعض المنظمات كالحوثيين وغيرهم.
- الاستثمارات السياسية في فريق 14 آذار التي لم تكن على مستوى ما انتجه هذا الفريق الذي ربح في انتخابات العامين 2005 و2009 ، وانه لم ينجح في تحقيق اي مكسب سياسي بوجه "محور الممانعة" في المنطقة بل تشرذم، وبالتالي المملكة لا تجد اليوم من تتعاطى معه.
وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان بث اجواء التفاؤل منذ ما بعد ولادة الحكومة مبالغ فيه، كاشفا ان زيارة ميقاتي الى باريس اتت بناء على طلب فرنسي ، لاطلاعه على ما يدور في الادارة الفرنسية بشأن لبنان، خاصة وان باريس تعتبر ان هذه الحكومة اتت منتقصة. لذلك يجب انتظار ما سيعود به ميقاتي، مع الاخذ بالاعتبار اللقاء المرتقب بين وزيري خارجية فرنسا وأميركا ايف لودريان وأنتوني بلينكن، حيث سيكون الملف اللبناني حاضرا الى جانب صفقة الغواصات التي ادت الى التوتر الاخير بين البلدين.
واشار المصدر الى ان الجانب الاميركي يعتبر ان التعاطي الفرنسي في مقاربة الملف اللبناني لم يكن انطلاقا مما توافقت عليه واشنطن وباريس، بل ان الاخيرة سعت الى ولادة الحكومة بالشكل الذي اتت فيه كـ"دفعة للايرانيين"، في اطار المصالح المشتركة بينهما.
وخلص المصدر الى القول: حتى اليوم لا يوجد اي موقف اميركي واضح بشأن الحكومة اللبنانية الا بالحد الادنى اي انها دائما تتعاطى مع السلطة الشرعية القائمة، لكن الاميركيين لن يخطو اي خطوة على مستوى المساعدات قبل رؤية شيء ملموس على مستوى الاصلاحات والتقدم في اكثر من ملف.
للاطلاع على تحقيق تحت عنوان: "القرار بشأن تعديل المرسوم 6433 يدخل في الدائرة الحمراء الخطرة"، اضغط هنا
أخبار اليوم