انتخابات جمعية المصارف حيث لا يجرؤ ... أحدٌ | أخبار اليوم

انتخابات جمعية المصارف حيث لا يجرؤ ... أحدٌ

جان الفغالي | الأحد 27 يونيو 2021

"مكانك راوح... لا بل إلى مزيدٍ من التقهقر والتراجع"

جان الفغالي – "أخبار اليوم"

في التاسع والعشرين من هذا الشهر، اي بعد غد الثلاثاء، تنتهي ولاية مجلس الادارة الحالي لجمعية مصارف لبنان ، رئيسًا وأعضاء. ويُحتَّم على الجمعية العمومية للمصارف، او بشكل أدق لمَا تبقَّى منها (انخفض عددها الى ما يقارب النصف)، أن تلتئم، قبل هذا التاريخ او كحدٍ اقصى الثلاثاء المقبل، لانتخاب مجلس إدارةٍ جديد الذي بدوره ينتخب الرئيس الجديد للجمعية .

هذه المرة، تقول مصادر مصرفية لوكالة "اخبار اليوم"، ليست كسابقاتها على الإطلاق، جمعية المصارف تمر في اسوأ ظروفها، وللمفارقة، ومنذ انتُخِب السيد سليم صفير رئيسًا لها، لم تكد تمر ثلاثة اشهر ونصف شهر على بدء ولايته في رئاسة الجمعية، حتى انفجرت ثورة 17 تشرين 2019، فكانت المصارف في "الخطوط الامامية" فأقفلت في ما تبقَّى من شهر تشرين الاول، وحين اعادت فتح ابوابها، لم يكن الوضع كما كان قبل 17 تشرين لجهة السحوبات النقدية وسعر صرف الدولار.

منذ تشرين الاول وحتى اليوم، عاشت جمعية المصارف تخبُّطًا لا مثيل له، وهذا التخبط هو انعكاس للحال المضطربة التي عاشتها المصارف مع مودعيها من جهة، ومع مصرف لبنان من جهة ثانية، ومع السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة ثالثة، منهم مَن اعتبر أن السبب عائد إلى ان الاوضاع الصعبة كانت أكبر من الجميع ومن ضمنهم القطاع المصرفي، ومنهم مَن حمَّل رئيس الجمعية سليم صفير المسؤولية بسبب أدائه ومواقفه امام الإعلام، يُعطون مثلًا على ذلك فيُذكِّرون بجوابه عن احد الاسئلة بعد مشاركته في احد الاجتماعات البالغة الاهمية في السرايا الحكومية، فحين سئل:

لماذا دُعيت إلى الإجتماع ، فكان جوابه :

"عزموني  الشباب على كاس ويسكي".

في الاساس ، كانت انتخابات جمعية المصارف في حزيران 2019 محتدمة، على الاقل في الإعداد لها، مصارف كثيرة كانت تؤيد ترشيح وليد روفايل، (الذي شغل والده فريد روفايل رئاسة الجمعية بين عامَي 1997 و1999) بعد عزوف فرنسوا باسيل بسبب المتاعب القضائية مع رئيس مجلس النواب، وانشغالات جوزيف طربيه، لكن مداخلات سياسية ضاغطة رجّحت تقدم سليم صفير، آنذاك، وتكشف المصادر المصرفية لـ "أخبار اليوم" تدخُّل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمصلحة سليم صفير، حتى انه طلب من حاكم مصرف لبنان، بما له من "مونَة " على المصارف، تمرير اسم سليم صفير. وهذا الدعم حسم المعركة .

اليوم وبعد سنتين من هذه الولاية، تبدو جمعية المصارف في اسوأ ايامها من أول رئيس  لها عام 1959 أي منذ اثنين وستين عامًا، حين انتُخِب  بيار اده اول رئيس لها. لا احد من الاعضاء يريد ان يُكمِل ما بدأه سليم صفير:

وليد روفايل جرى الحديث معه وتمت مباحثته  في الموضوع ، فآثر عدم خوض المعركة .

سمعان باسيل يحفظ جيدًا التجربة القاسية لوالده فرنسوا باسيل مع رئيس مجلس النواب، والجدير ذكره ان باسيل الاب كان أول مَن دقَّ ناقوس الخطر بالنسبة إلى وضع المصارف وبدلًا من ان تتلقف السلطة هذا الإنذار  عمدت إلى محاولة معاقبة مَن دق ناقوس الإنذار .

جوزيف طربيه منشغل في الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب.

حيال هذا الواقع، هل يبقى القديم على قِدَمِه؟ ويعود مجلس الإدارة نفسه بالتزكية؟

إذا بقي المرشحان جان رياشي ورياض عبجي ماضيَيْن في ترشيحهما لعضوية مجلس الإدارة، فإن التزكية تسقط والإنتخابات محتمة، اما رئاسة الجمعية فستؤول مجددًا إلى سليم صفير في ظل عدم رغبة روفايل وباسيل وطربيه.

باختصار سمة المرحلة المقبلة في آداء الجمعية هو : مكانك راوح، لا بل إلى مزيدٍ من التقهقر والتراجع .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة