جان الفغالي -"اخبار اليوم"
في الخريف الفائت نُشِرت صورة على تطبيق " إنستغرام" تضم المقاول جهاد العرب ونجله احمد في
Collège Alpin International Beau Soleil
في جبال الألب السويسرية .
الصورة بعد تسجيل أحمد جهاد العرب في تلك المدرسة التي تُعتبر أغلى مدرسة في العالم لجهة الأقساط السنوية ، حيث يبلغ القسط السنوي 150000 فرنك سويسري أي ما يوازي 162000 دولار اميركي .
من حق كل اب وكل عائلة ان يختاروا المدرسة لأبنائهم أيًا تكن كلفتها ، في الحال اللبنانية ، كم من عائلة " تتبهدَّل " لتُحصِّل الدولار الطالبي من أجل إرساله إلى أبنائها في الخارج لتسديد اقساطهم الجامعية ، في المقابل نجد صورة جهاد العرب ونجله احمد أمام أغلى مدرسة في العالم ، ولا مشكلة عنده في ان يكون حوَّل 162 ألف دولار من " الدولار الطالبي " من دون أن يعاني ما تعانيه آلاف العائلات في تحصيل حقوقها وحقوق أبنائها في ان تٌرسل إليهم حفنة من الدولارات إلى الخارج .
جهاد العرب الذي يُطلَق عليه لقب " متعهد الجمهورية " أصدر منذ يومين بيانًا قال فيه " بعد ٤٠ سنة من العمل أعلن اننا بصدد إقفال جميع أعمالنا في لبنان وذلك بعد ان يتم تسليم المشاريع وفقا للأصول، اننا للمناسبة نتمنى على مجلس الإنماء والإعمار الأسراع في القيام بالإجراءات اللازمة لتأمين الشركات المناسبة لاستلام الجزء المكلفة به شركتنا في ملف النفايات بأقرب وقت ممكن " .
ماذا يعني ان يُسمَّى جهاد العرب " متعهِّد الجمهورية " ؟
حين تكون هناك مناقصات في مجلس الإنماء والإعمار فإن من شروط الدخول في المناقصة أن يكون حجم اعمال الشركة في آخر سنتين من دخول المناقصة عشرات ملايين الدولارات بشكل لا ينطبق إلا على شركة جهاد العرب وشركة داني خوري وعدد قليل من الشركات الاخرى لا يتجاوز أصابع اليد الواحد ، ويتم توزيع المشاريع والتعهدات بين هذه الشركات بإشراف ورعاية متعهد الجمهورية.
حظوة جهاد العرب وداني خوري في هذا العهد لم تقتصر على مجلس الإنماء والإعمار. يكشف مطَّلعون في هذا المجال أنه في آخر جلسة لمجلس الوزراء برئاسة العماد ميشال عون ، في حكومة الرئيس الحريري عام 2018 ، صدر مرسوم بإقامة سنسول بحري في الجيه لجهاد العرب وسنسول آخر في الذوق لداني خوري ، حين كان " شهر عسل " التسوية الرئاسية مازال قائمًا بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل ، هذا المرسوم شكَّل اول ترخيص على الأملاك البحرية في عهد الرئيس ميشال عون .
التسوية الرئاسية ماتت ، بدأت ملفات جهاد العرب تُفتَح ، جاءت حادثة مطعم السراي كذريعة للمقاول جهاد العرب ليعلن أنه بصدد إقفال جميع أعماله في لبنان . لكن هل إقفال الأعمال يُقفِل الملفات ؟
لم تعد " دجاجة " مجلس الإنماء والإعمار " تبيض ذهبًا" لمتعهد الجمهورية ، فقرر الإبتعاد .
جهاد العرب حصل أخيرًا على الجنسية القبرصية هو وجميع أفراد عائلته ، فهل ينقل أعماله إلى قبرص ؟ وهل سبقته أمواله إلى الجزيرة ؟