الخلاف ليس بهدف الإصلاح.. ماذا يمكن لميقاتي أن يقدّم؟ | أخبار اليوم

الخلاف ليس بهدف الإصلاح.. ماذا يمكن لميقاتي أن يقدّم؟

رين بريدي | الإثنين 26 يوليو 2021

المشهد المملّ نفسه يتكرّر كلّ مرّة، استشارات نيابية، فتسمية، فتكليف، فمعارك طاحنة و"دّقي وعصري" بين الرّئيس المكلّف وفريق العهد.


سابقاً، استمرّ تكليف الرئيس سعد الحريري 9 أشهر، في ظلّ الانهيار الاقتصادي، وتحليق الدّولار بعد كلّ "جولة" بينه وبين الرئيس ميشال عون وقد انتهى به الأمر بالاعتذار بعد تعطيل أنهك البلد المدمّر أساساّ من كافّة النّواحي.
اعتذر الحريري، وعادت مسرحيّة الاستشارات من جديد، توافق رؤساء الحكومات السّابقون على تسمية ميقاتي، في ظلّ تأييد علني من قبل حزب الله، بمعنى آخر، ميقاتي إذاً حاصل على ما يسمى "الغطاء السّني"، وحاصل أيضاً على رضى الثّنائي الشّيعي.


ولكن السّؤال الّذي يطرح نفسه هو بماذا يختلف ميقاتي عن الحريري؟ وماذا يمكن لميقاتي أن يقدّم لم يستطع الحريري تقديمه، إذ إنّه مصرّ حتّى من قبل تكليفه أنّه لن يقدّم تنازلات، وأنّه مستعجل على التّأليف.


من يعرف تفاصيل الصّراع بين الحريري وعون طيلة الفترة السّابقة، يعرف أنّ الخلاف ليس بهدف الإصلاح، بل خلاف حصص و"تكسير راس"، وما رفضه فريق العهد مع الحريري لن يوافق عليه مع غيره، خاصّة وأنّ ميقاتي هذه المرّة مكلّف بمباركة واضحة وصريحة من الحريري.


إذا ليس أمام ميقاتي للتشكيل سوى خيار واحد لا ثاني له، إمّا التّنازل للشّروط الموضوعة له من قبل هذا الفريق أو ذاك، وإمّا الاعتذار كما انتهى المطاف بالحريري.


من جهته أكّد نائب رئيس تيّار المستقبل مصطفى علّوش أنّ البوادر الأساسية تشير إلى أن العهد ورغم كل شيء ما زال متمسّكا بالسّيطرة على الحكومة من خلال وزارة الدّاخلية للتّحكم بالانتخابات المقبلة، وثانياً من خلال الثلث المعطّل للتّمكن من تعطيل الحكومة وإقالتها متى يشاء.


وأضاف علّوش أنّ الرئيس نجيب ميقاتي متمسّك بالشّروط نفسها الّتي حملها الرئيس الحريري خلال فترة تكليفه، باستثناء شرط حكومة التكنوقراط، إذ قد يوافق ميقاتي على تشكيل حكومة تكنو- سياسية وهو ما كان مرفوضاً لدى الحريري. ولكنّ مشكلة العهد و الرئيس عون وجبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) الحقيقية ليست سوى الانتخابات المقبلة، كما السّيطرة "منفردين" على الحكومة من دون التّفاهم مع أي فريق آخر بهدف السيطرة على الملفّات والمشاريع الّتي قد تستجد ويكون لهم القدرة على عرقلتها كما إقالة الحكومة كاملة في حال رفضهم لأي مشروع.


أمّا عن حظوظ الرّئيس ميقاتي في تشكيل الحكومة فأوضح علّوش، أنّ تأييد حزب الله له والظّروف العامّة المحيطة ستمنع العهد من "اللعب" وتجاهل الحزب، إلى جانب الضّغوطات الدّولية الّتي قد تساهم أيضاً في إرغام الرئيس عون وباسيل على قبول ما رفضوه مع الحريري.


إذاً فلبنان اليوم أمام سيناريوهين، إمّا أن يتوافق ميقاتي وفريق العهد على صيغة ترضي الطّرفين، ويتمّ تشكيل الحكومة العتيدة على أمل تحقيق بعض الاصلاحات، وإما اصطدام جديد، واعتذار وعودة إلى نقطة الصّفر، مع استمرار تحليق سعر صرف الدّولار والتّدهور الاقتصادي الّذي سيودي بلبنان إلى قعر الهاوية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة