لا يُعرَف وفق أي معايير "مَن يدهَم ماذا"
جان الفغالي - وكالة أخبار اليوم
بدايةً ، أعرف أن المثل يقول : " قل لي مَن تعاشر، أقل لكَ مَن أنت " ، لكن في لبنان بالإمكان تغيير كل شيء، حتى الأمثال.
مناسبةُ تغيير المثل، موجة أو موضة أعمال الدهم الجارية منذ أكثر من سنة، لكنها تصاعدت مع بدء الدعم وإخفاء المواد المدعومة.
في لبنان ليست هناك جهة واحدة تقوم بأعمال الدهم،هناك:
الجيش اللبناني ، قوى الأمن الداخلي ، الأمن العام ، أمن الدولة ، الجمارك ، التفتيش المركزي ، وزارة الإقتصاد ، مصلحة حماية المستهلِك وزارة الصحة .
إذًا ، عدا السهو ، هناك ثمانية أجهزة ووزارات وإدارات تقوم بأعمال الدهم ، لكن لا يُعرَف وفق أي معايير " مَن يدهَم ماذا " ؟
مدير عام الجمارك بدري ضاهر دهم ، شخصيًا ، سابقًا أحد مستودعات الدجاج الفاسد .
وزير الصحة يدهم أحد مستودعات الأدوية.
الجيش اللبناني يدهم محطات المحروقات وأماكن تخزين المحروقات ومستودعات الأدوية
شعبة المعلومات تدهم أيضًا محطات المحروقات وأماكن تخزين المحروقات .
أمن الدولة يقوم بالمهمة ذاتها ، وكذلك يفعل الأمن العام.
أسئلة واستفسارات تُطرَح عن الدهم :
لماذا الجيش اللبناني يدهَم في عكار وشعبة المعلومات تدهم في زحلة ؟
لماذا أمن الدولة يدهم المحطات التي في بعضها يحدث إشكالٌ مع مديرية المخابرات ، كما حصل في الأشرفيه؟
لماذا عقوبة بعض المخالفين إرغامهم على بيع المخزون بالسعر الرسمي فيما الآخرون تُسطّر مذكرات توقيف بحقهم ؟
هل مَن يوعِز للجيش ؟ هل مَن يوعِز لشعبة المعلومات؟ هل مَن يوعِز لأمن الدولة ؟ هل مَن يوعِز للجمارِك؟
هناك باللغة المحكية مصطلح إسمه " دَزِّة"، فهل بعض المداهمات تمَّت وفق " دَزَّات" ؟ وإذا لم يكن كذلك، هل وفق تصفية حسابات ؟ ومَن يصفي حسابات ضد مَن؟
خزان التليل في عكار كان فوق الأرض وتحت نظر الجميع ، فمَن أفتى بالتوقيت لدهمه ؟
خزانات الصقر يستغرق بناؤها شهورًا عدة وملؤها شهورًا عدة أيضًا ، فلماذا أتى الدهم في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا شعبة المعلومات وليس مديرية المخابرات أو أمن الدولة أو الأمن العام أو الجمارك أو مصلحة حماية المستهلِك في وزارة الإقتصاد؟
إذا كانت هذه الأجهزة لديها تقارير بكل ما سبق، فمن باب أولى أن تكون لديها تقارير عن مُخزِّني المواد الغذائية من نقابة المستوردين إلى نقابة السوبرماركت، فلماذا هؤلاء لا تقترب منهم الأجهزة والإدارات والوزارات؟
اللبناني لم يعد يصدِّق كل هذه الإجراءات، يرى فيها كيديات وتصفية حسابات وتشويه سمعات.
وبالمناسبة، لماذا بقيت مربَّعات عصية على الدهم من قِبَل هذه الأجهزة والإدارات والوزارات؟
ما جرى ويجري جيد في غايته لكنه ليس بريئًا في توقيته واستنسابيته.