المتغير الوحيد هو كلام رئيسي الذي يحمل وجهين والسؤال: لماذا لم يتصل بنظيره اللبناني
بعد كلام جعجع عن انتخابات رئاسية مبكرة الفريق الرئاسي سيتمسك اكثر بالثلث المعطل
رانيا شخطورة - وكالة أخبار اليوم
"هبة باردة وهبة ساخنة" تلفح ملف التأليف! فبعد الاجواء السلبية في نهاية الاسبوع، يبدو اليوم ان "المناخ يميل نحو الايجابية اكثر"، على حدّ تعبير مصدر قريب من القصر الجمهوري.
وقال المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم"، خلافا للاجواء المتشائمة، التواصل موجود بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي ولو غير مباشر والامور قد تشهد حلحلة ما في مكان ما، ولكن لا نعرف متى تترجم "هذه الراحة"، وقال: اذا وصلت الامور الى خواتيمها الايجابية، فان الحكومة ستعلن خلال 48 ساعة.
واضاف: حقيبة "الاقتصاد" هي العقدة المتبقية، موضحا ان الرئيس عون يريد ان يتمثل باللجنة الوزارية التي ستفاوض صندوق النقد الدولي فور انطلاق الحكومة العتيدة في مهامها، لا سيما بعدما حسمت حقائب المال، والشؤون الاجتماعية لصالح الاطراف الاخرى. وبالتالي اذا تم التفاهم على هذه الحقيبة، فان ولادة الحكومة تصبح قريبة، مشيرا الى ان النقاش حاصل راهنا ويتمحور حول تبديل الحقائب.
وختم المصدر مشيرا الى اتصالات دولية حصلت على خط بيروت في الساعات الاخيرة.
من جهة اخرى، اشار مرجع سياسي واسع الاطلاع الى ان المتغير الوحيد على مستوى تأليف الحكومة، هو موقف الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، الذي اعلن خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "مساعي إيران وفرنسا و"حزب الله" لتشكيل حكومة قوية في لبنان بإمكانها أن تصب في صالح هذا البلد".
ولفت الى ان هذا الموقف يحمل وجهين:
الاول: اذا تألفت الحكومة نتيجة القرار الايراني، فهذا يثبت ان ايران هي من كانت قد عطلت التأليف، بمعنى ان حين تكلم مع الرئيس الفرنسي حصل التأليف.
والثاني: اذا لم يحصل التأليف، فان ايران تكون قد سحبت يديها من اسباب تعطيل الحكومة اللبنانية، بمعنى انها طالبت بتأليف حكومة وتواصلت مع الرئيس الفرنسي حول هذا الشأن، ولم يحصل اي تجاوب.
وفي هذا السياق استغرب المرجع تغييب الرئيس اللبناني عن التواصل الفرنسي الايراني، سائلا: لماذا لم يتصل رئيسي بنظيره اللبناني، واضاف: وكأن هناك تسليما بان لبنان تحت وصاية ايرانية فرنسية!
وامام هذا التدخل الايراني، قال المرجع: لا بد من التوقف عند "نوعية" الحكومة المنتظرة، موضحا: اذا كانت ستتألف بالمواصفات الايرانية فمن الافضل الا تتألف، لان مثل هذه الحكومة ستكون غير قادرة على الانجاز وستعرض لبنان للعزلة اضافية، خاصة وان مفاوضات فيينا بين طهران وواشنطن مجمّدة. في حين ان المطلوب حكومة تستجيب لمطالب الناس ولشروط المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، كي تحصل على مساعدات تحد من الانهيار الحاصل.
وعلى المستوى الداخلي، توقف المرجع عند خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الذي لاقى خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر قبل ايام، حيث شنّ الرجلان هجوما عنيفا على العهد والرئيس عون، حيث يتبين ان الاطراف المعنية بالتأليف ليست حرّة، بمعنى انها لا تستطيع ان تؤلف حكومة كيفما كان، اذ في المقابل هناك نواة معارضة، وبالتالي على هذه الاطراف ان تعد للعشرة قبل اعلان اي تشكيلة كي تحظى اقله على ثقة الناس.
وقال: بعد كلام جعجع عن انتخابات رئاسية مبكرة، فان الفريق الرئاسي سيتشدد اكثر في التمسك بالثلث المعطل، ومعلوم ان حزب الله لن يفرج على حكومة لا يستطيع التحكم بها.