فرنسا عند باسيل… فهل نال رِضى "الاوروبيّين"؟
أولوية باريس الإصلاحات الشاملة في وزارتي الاتصالات والطاقة
شادي هيلانة –"أخبار اليوم"
لم تعد حكومة إختصاصيين تعني لباريس شيئًا، باركوا تشكيل حكومة التي جاءت على الطريقة اللبنانية، حتى العقوبات التي طال امدها بقيت "فزاعة" أضحكت السياسيين المعطلين ولم تُخيفهم، وأيقن الفرنسيون انّ امانيهم في ضفة والواقع في ضفة اخرى. غريبٌ كيف انّ فرنسا، الأمّ الحنون لا تعرف الكثير عن ابنها لبنان وعن تركيبته التي يصعب تجاوزها بطروحات اقرب ان تكون للمثالية.
وفي هذا السياق، لم تخفِ فرنسا غضبها واستياءها طوال فترة تشكيل الحكومة من تعاطي القوى اللبنانية مع الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان.
وكان لافتاً، زيارة السفيرة الفرنسية آن غاريو امس الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دارته مُهنئة بتشكيل الحكومة. كما أكدت على أهمية تنفيذ الاصلاحات اللازمة، وضرورة اجراء الانتخابات في موعدها مع عدم المس بحق المنتشرين في الاقتراع.
وليس سرّاً أنّ المقترحات التي جرى رفعها الى المرجعيات المختصة في الإتحاد الأوروبي، والتي تُدرج الشخصيات المعرقلة تشكيل حكومة إنقاذية أنذاك ضمن قائمة العقوبات، حيث تردد حينها اسم النائب باسيل على رأس قائمة الأشخاص المطلوب اتّخاذ قرار عقابي بحقهم، ومنعهم من دخول الدول الأوروبية وتجميد حساباتهم المصرفية وحظر التعامل المالي معهم.
وإعتبر وقتذاك ان دخول المجر على خط دعم باسيل، بمثابة حبل إنقاذ له، لأنّه من أجل اعتماد الإجراءات الضاغطة ثمة حاجة الى إجماع الدول السبع والعشرين التي تشكّل "الإتحاد الأوروبي".
وفي سياقٍ متوازٍ، تقول مصادر دبلوماسية في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم"، اساسا باريس كانت متحفظة على مسلك باسيل الذي اعتبرته المتسبب الرئيسي في الحؤول دون تنفيذ المبادرة الفرنسية والتي تتضمن في شقها الأول تشكيل حكومة من اختصاصيين تتولى مهمة الإصلاحات المطلوبة التي سيجري على أساسها استئناف الدعم الدولي للبنان.
هنا تكشف المصادرعينها، انّ باريس اعطت فرصة جديدة لمهلة محدودة، وهي واثقة من السير بالعقوبات الأوروبية، إذا استمر السياسيون اللبنانيون في مراوغاتهم المعهودة حتّى وانّ تشكلت حكومة، فيما الوضع العام مستمر في التدهور، وأن السير بها رهن بالتطورات المرتقبة في لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتلفت الى انّ ميقاتي سيحظى بدعم الأسرة الدولية، لا سيما إذا نجح في حكومته التي تراها باريس بمثابة الفرصة الأخيرة لمنع الانهيار إذا أطلق الإصلاحات المنشودة.
وتختم: أولوية فرنسا الإصلاحات الشاملة في وزارتي الاتصالات والطاقة.
فيما يرى المراقبون، انّ الحكومة الجديدة أمام اختبار صعب، يمكنها إنّ نجحت في اجتيازه، وأنّ تكتب اسمها بحروف من نور على أوراق "الأرز"، بينما ستكون الطامة الكبرى إذا حدث العكس، وهو ما يعكس حجم المسؤولية الملقاه على عاتق الرئيس ميقاتى و"رفاقه" في المرحلة المقبلة، حيث يجب أنّ تكون الأولوية لديهم إنهاء الأزمات الحياتية للمواطنين، والعمل جدياً على استرضائهم، بعد سنوات الفوضى التي مرت عليهم، والتي دفعوا فيها الثمن الأكبر لخلافات السياسيين في الداخل، وصراعات القوى الإقليمية في الخارج.
للاطلاع على مقال تحت عنوان "مصدر قريب من بعبدا يعلّق على سرعة انجاز البيان: ثبّت العرف بالنص"، اضغط هنا:
أخبار اليوم