الرئيس الأميركي في لبنان بعد الاتّفاق مع "صندوق النّقد" ومستشاره يقول: أميركا أفقر من اللبنانيين!!! | أخبار اليوم

الرئيس الأميركي في لبنان بعد الاتّفاق مع "صندوق النّقد" ومستشاره يقول: أميركا أفقر من اللبنانيين!!!

انطون الفتى | الخميس 10 نوفمبر 2022

على رأس طاولة كبيرة مع أكبر وأهمّ الشخصيات السياسية والاقتصادية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا عجب كبيراً من بلد "المليارديرات"، الذين يُجيدون التمثيل أكثر من خرّيجي كليّة الفنون، والذين يلعبون أدوار "كَسْر الأيادي والشحادة عليها"، مع البكاء الشديد على مصير بلدهم.

فنحن، أي الشعب اللبناني، ودول العالم، اعتدنا على المشاهد المتناقضة والشاذّة في لبنان، منذ زمن طويل، وما عُدنا قادرين على التفاعُل تماماً مع أي شيء جديد على هذا المستوى.

 

بالمال والأعمال

يصبّ كل من على وجه الأرض أنظاره، منذ أشهر، على أرباح الشركات النّفطيّة، والدول النّفطيّة، وبعض رجال المال والأعمال الذين تضاعفت ثرواتهم وأرباحهم، في زمن ما بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا. وهي أرباح فيها الكثير من "الحرام"، لأنها قائمة على قاعدة أساسية تستمرّ بعض دول منطقتنا بنفيها، وهي دعم قتل الروس للشعب الأوكراني.

فإذا كانت إيران تدعم روسيا بقتل أوكرانيا، عبر تزويدها بالمسيّرات، وبمختلف أنواع الأسلحة، إلا أن غيرها من دول منطقتنا يدعمون هذا القتل والدّمار نفسه، عبر تمويله إما بأسعار نفط مرتفعة، أو بوسائل كثيرة أخرى. وهي مساعٍ قذرة، ذقنا نحن في لبنان، وحتى شعوب منطقة المشرق العربي مرارة خبثها، عبر تمويل خبيث وكبير لكثير من الحروب التي مررنا بها، من جانب من أبقوا أراضيهم في منطقتنا بعيدة من النيران خلال العقود الماضية، وذلك جنباً الى جنب تسويق سياساتهم، ومصالحهم في كل مكان، وباتّفاقيات موقّعَة وغير موقّعَة، ومن دون أن يُعانوا من "ضربة كفّ واحدة" في بلدانهم. وهي الطريقة نفسها التي تستخدمها تلك الدول حالياً، "عا مكبّر"، في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وعلى حساب دماء الأوكرانيّين. وهذا يعني أن القتل والإجرام ليس محصوراً بالصواريخ والمسيّرات فقط، بل بالمال، والأعمال، والاستثمارات... أيضاً.

 

تباكي

نعود الى لبنان، لنذكّر بأن حقبة ما بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا، "تخرّج" دفعة جديدة من فاحشي الثّراء فيه، ومن أولئك الذين تتراكم ثرواتهم، وتتكدّس، أكثر فأكثر. وهي مرحلة جديدة تأتي بعد تراكم ثروات "الحرام"، التي أعقبت الانهيار المُفتَعَل والمقصود في بلادنا، في خريف عام 2019.

فعدد "المليارديرات" في لبنان زاد خلال الأشهر القليلة الماضية. وأموالهم الطائلة تضاعفَت بأضعاف الأضعاف أيضاً، خلال الأشهر الماضية، وبمليارات المليارات، وهم في صُلب السلطة، والقرار السياسي والاقتصادي في البلد. ورغم ذلك، لا يزال الشعب اللبناني ينتظر بعض المليارات القليلة التي من الممكن أن يحصل عليها من "صندوق النّقد الدولي"، والتي ستكون مقدّمة لمراحل جديدة من العذاب لنا.

والأمر الأكثر إثارة للسخرية، هو تباكي أكبر "المليارديرات" في بلدنا على ما وصلت إليه أحواله. بالإضافة الى أن أكثر من حوّلوا الأموال الطائلة الى الخارج، ولا يزالون، هم الأكثر استماتة في الحديث عن تلك النّقطة، وأكثر من يُطالب بانتهاج كل ما يُوقِف هذا المسار.

 

قبل سنوات

هذا هو لبنان، بلد الغرائب والعجائب، الذي يحكمه ويتحكّم به كل من قد تفوق ثرواتهم (هم ومنظوماتهم، ومنظومات منظوماتهم) ما هو موجود في خزائن بعض دول الخارج. وهم يجلسون على كرسي سلطة، في واحد من أكثر البلدان فقراً، ومرضاً، وجوعاً، بعد عام 2019.

هذا هو لبنان، بلد الغرائب والعجائب، الذي إذا زاره أي رئيس أميركي مستقبلاً، فإنه لن يسمع سوى ما سمعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الخليج، قبل سنوات.

 

أفقر الفقراء

فمستشار الرئيس السابق في ذلك الوقت، وصهره جاريد كوشنر، تحدّث في مذكراته عن "ملاحظة" وجّهها مستشار ترامب الاقتصادي غاري كوهن، له، خلال اجتماعه (ترامب) بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهي أن "على غير العادة، أنت أكثر الرجال فقراً بين الموجودين على الطاولة"، وهو ما أدى بالرئيس السابق الى عَدَم القدرة على احتواء ابتسامته.

وهذا هو الأمر نفسه الذي قد يسمعه الرئيس الأميركي جو بايدن، أو أي رئيس أميركي قد يختار زيارة لبنان مستقبلاً، والحديث عن مستقبل الشعب اللبناني، وأفقر الشرائح فيه، وعن العلاقات، ومستقبل أي شراكة استراتيجية مُحتمَلَة بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان، بعد توقيع اتّفاق مع "صندوق النّقد الدولي" (على سبيل المثال).

ففي تلك الحالة، قد يجلس الرئيس الأميركي على رأس طاولة كبيرة، مع أكبر وأهمّ الشخصيات اللبنانية، السياسية والاقتصادية، ليستمع الى مساعد، أو مستشار له (الرئيس الأميركي)، يهمس في أذنه، "أنت تناقش مستقبل شعب فقير، ودولة لبنانية مُتحلِّلَة، مع أكثر أثرياء لبنان، والشرق الأوسط، والعالم، وفيما أنتَ نفسك، والولايات المتحدة الأميركية كلّها، والشعب الأميركي، من أفقر فقراء الأرض، بالمقارنة مع ما يمتلكه هؤلاء"!!!...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا