في لبنان... شبح يدور في حلقة مُفرَغَة من دون مهل زمنية... | أخبار اليوم

في لبنان... شبح يدور في حلقة مُفرَغَة من دون مهل زمنية...

انطون الفتى | الثلاثاء 30 أبريل 2024

درباس: لا بدّ من التحلّي بالواقعية والاقتناع بضرورة إعادة تركيب الدولة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تحقّق الحرب الدائرة في الجنوب منذ تشرين الأول الفائت هدفاً أساسياً بالنّسبة الى مختلف أطراف الحكم في لبنان، وهو النجاح بتحوير الانتباه عن المشاكل المعيشية والحياتية الكثيرة في البلد، ووجوب الإسراع في العمل على حلّها. فلا أحد منهم يريد أن يفعل شيئاً حتى ولو كان قادراً، وهو ما يجعل من القلق الأمني والعسكري المُتصاعِد جنوباً حجّة للاستمرار بالدوران ضمن الحلقة المفرغة، من دون مهل زمنية.

 

تأخّرنا كثيراً؟

فأحداث الجنوب "تحفة" للاسترسال بالكسل لدى الطبقة الحاكمة في لبنان، حيث يكتفي الجميع بإظهار الجهد والتّعب لمنع تصعيد حاصل أصلاً، خصوصاً أن الحرب مُشتعِلَة وهذه هي المشكلة الأكبر، سواء احتدمت المواجهات في هذا اليوم أو ذاك، أو لا.

و"ما بين بين"، حركة ديبلوماسية وزيارات كثيرة يشهدها البلد، وهي تتمحور حول بحث الشؤون الأمنية والعسكرية جنوباً، بينما كان يتوجّب أن تواكب تلك الحركة مشاريع بَدْء استخراج النفط والغاز مثلاً، واستقطاب استثمارات وشركات أجنبية، ورؤية انتعاش عام في البلد، وتخفيض مستويات البطالة، وغيرها من التحسينات الضرورية المطلوبة.

فهل تأخّرنا الى درجة تمنعنا من القدرة على استجماع أنفسنا؟ والى متى؟

 

شبح دولة

شدّد الوزير السابق رشيد درباس على أن "العلّة الأصلية هي في أن الدولة تكاد تكون موجودة. ففي الواقع، لدينا شبح دولة الآن، وهناك من يحاول أن يُعطيه القليل من النور، وأن يسلّط الضوء عليه حتى لا يضمحلّ كلياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن فعل شيء قبل استرداد الدولة كيانها، وقبل تحوّلها من شبح الى حقيقة، وقبل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وذلك بغضّ النّظر عمّا يجري في الجنوب الآن. فلا بدّ للدولة من أن تتكوّن من جديد بشكل فعّال. والمشكلة هي في أن إعادة تكوينها يتحوّل الى حقل للرمايات الداخلية والخارجية، إذ يكتفي الجميع بالتصعيد الكلامي وبتصعيد المواقف الى أعلى وأقصى درجات التطرّف، بمعنى أن لا أحد يحاول بَلْوَرَة مشروع عملي يقبل به الجميع".

 

مشروع متكامل

ورأى درباس أن "هناك أطرافاً يحاولون أن يقوموا بشيء، ولكنهم لا يوحون بالأمل. ولقد وصلنا الى مرحلة تجعلنا ننتظر أي تطوّر إيجابي ممكن على الصعيد الداخلي، من زخم عربي ودولي يأتي بمشروع متكامل، يحمله الزوّار والوسطاء الذين يزورون لبنان بين الحين والآخر معهم من الخارج. فمن الداخل ما عاد بإمكاننا انتظار الكثير، خصوصاً بعدما ثبت أنه لا توجد جدارة ولا حرية داخلية فعلية، للقيام بشيء إيجابي فعلي".

وختم:"الوسطاء الخارجيون الذين يزورون لبنان يتحرّكون حتى لا يفلت البلد أكثر، وحتى يبقى الشبح شبحاً ولا يضمحلّ لدرجة الاختفاء الكامل. وبالتالي، لا بدّ من التحلّي بالواقعية، والاقتناع بضرورة إعادة تركيب الدولة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار