في لبنان... تحويل 600 امرأة الى شخص واحد وبأقلّ من سنة... | أخبار اليوم

في لبنان... تحويل 600 امرأة الى شخص واحد وبأقلّ من سنة...

انطون الفتى | الإثنين 01 يوليو 2024

أجسام وشفاه واحدة هي من ثقافات وتقاليد وديانات مختلفة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

كلّهم يُشبهون بعضهم. كلّهم شخص واحد، وكيان واحد، ونمط واحد، وحالة واحدة.

 

 

نظرية مؤامرة

هذه هي حالة نسبة لا بأس بها من البشر اليوم عمليّاً، في كل البلدان، وفق "نسخة أولى" لما قد يحلّ بالعالم في وقت لاحق.

فنحن في عالم يتوحّد بمنهجية التفكير، وبأنماط العيش، وبالعادات اليومية، وبأنواع الطعام، والشراب، واللّباس، وحتى بالأمراض والصحة، وكل شيء... ورغم ذلك، قد يستصعب البعض فكرة تلك الوحدة بين البشر، فيضعونها تحت خانة نظرية المؤامرة.

 

"كوفيد - 19"

ولكن إذا أخذنا في الاعتبار ما جرى خلال انتشار جائحة "كوفيد - 19"، والقدرة على توحيد الناس بمختلف أنواع المخاوف، وبالحَجْر الصحي، وبالخسائر الاقتصادية والمعيشية التي نتجت عن زمن الوباء... فباستطاعتنا أن لا نستبعد أي شيء في تلك الحالة، وذلك بفعل سهولة "اقتياد" البشر كلّهم الى حيث يريد من يقتادهم، وساعة يشاء، وللهدف الذي يريده.

وبـ "مجسّم" يسبق "كوفيد - 19"، يمكننا أن نشاهد شكلاً من أشكال توحيد الناس، وتحويلهم الى "واحد"، من خلال عمليات التجميل، وبعض أنواع "الماكياجات" التي بدأت تعمّ العالم منذ عقود.

 

بين "هذه" و"تلك"

فبنظرة شاملة "من فوق"، لمجموعة من 500 شخص مثلاً في ساحة "كوكتيل"، أو سهرة عرس، أو في أي احتفال... يمكن للنتيجة أن تكون، ومن دون مبالغة، رؤية 499 رجلاً، وامرأة واحدة، وذلك ليس لأن عدد الرجال هو 499 بالفعل، بل لأنه بإمكاننا أن نشاهد 250 أو 350 امرأة مثلاً، يُشبهن بعضهنّ بشكل يجعلهنّ "نسخة طبق الأصل" بكل ما للكلمة من معنى، تجعلك تظنّ أن X هي Y بالفعل، والعكس صحيح أيضاً.

هذه ليست صورة كاريكاتورية، بل حقيقة ملموسة، إذ قد تنظر الى 350 أنفاً نسائياً، أو الى 700 شفة نسائية، و700 خدّ نسائي، هي "طبق الأصل" عمليّاً.

وهذا من "عجائب" عمليات التجميل، وبعض أنواع الماكياج التي تلامس حدّ إعادة رسم ملامح النّساء، بأشكال كثيرة.

الإحراج في تلك الحالة كبير، إذ قد تُلقي التحيّة على "هذه" على أساس أنها "تلك"، فيما تكون "تلك" هي "هذه" في الواقع، وهي قد تنزعج من جراء هذا النوع من الأخطاء. وهذا لا نقوله على سبيل السخرية، بل كحقيقة يمكن لأيّ كان أن يصادفها في أي مناسبة.

 

واحد... واحدة...

بعض إعلاميات شاشاتنا اللبنانية، هنّ على تلك الحالة أيضاً، بنسبة معيّنة، والى درجة يجب الانتباه والتخفيف منها في كثير من الأحيان. فبعض عمليات التجميل، وأنواع "الماكياجات" التي توحّد بينهنّ، تحرمهنّ الهوية الشخصية، والبصمة الخاصّة. وبالتالي، لا بدّ من التضحية بشيء من "اللّوك"، حفظاً للهوية الذاتية.

نُعيد ونكرّر أن ما سبق وتحدّثنا عنه ليس صورة كاريكاتورية، بل هو واقع ملموس يأخذنا الى عوالم "مجسّمات" توحيد البشر، وتحقيق كل أنواع الوحدة في ما بينهم.

فالشّفاه الواحدة، والخدود الواحدة، والوجوه الواحدة، والأجسام الواحدة... هي في الواقع مجموعة من الناس، من ثقافات، وتقاليد، وعادات، وعائلات، وديانات... مختلفة، ولكنّها أصبحت واحداً بشكل عملي. والأمر ينطبق على الرجال أيضاً، الذين يهتمّون بمظهرهم الخارجي كثيراً، والى درجة الغوص في عمليات تجميل وفي الخضوع لأساليب نسائية من العناية بالمظهر.

فمن يمكنه أن يحوّل 600 امرأة الى (امرأة) واحدة، و600 رجل الى (رجل) واحد، هو قادر على تحويل 8 مليارات نسمة الى واحد. وأما الطريقة، فحدّث ولا حرج، والى ما لا نهاية...

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار