حجج واهية لتأجيل الانتخابات ... الميغاسنتر هو الحل والتمويل مؤمن

حجج واهية لتأجيل الانتخابات ... الميغاسنتر هو الحل والتمويل مؤمن
المقدسي لـ"اخبار اليوم": الجنوب النازف بحاجة الى بلديات فاعلة اكثر من سواه

خاص - "أخبار اليوم"

التمديد الثالث للانتخابات البلدية والاختيارية يبصر النور الخميس المقبل بناء على إقتراح القانون المعجّل المكرر الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية و الإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 2025/5/31، المقدم من النائب جهاد الصمد بصفته رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، لأسباب أمنية مرتبطة بالحرب الإسرائيلية في الجنوب.
وذلك بعد تمديدين متتاليين الاول في العام 2022 بحجة تزامن الاستحقاق البلدي مع الانتخابات النيابية والثاني في العام 2023 تحت عنوان "الفراغ الرئاسي"...
ولكن على مدى ثماني سنوات من اجراء آخر انتخابات بلدية في ربيع العام 2016، تراجعت السلطات المحلية بشكل حاد، حيث عدد كبير من البلديات في القرى والبلدات مشلولة جراء حلّها او بسبب الخلافات بين اعضائها.
الحجج ليست مقنعة، خصوصا وان الحلول متوفرة، لكن القوى الحاكمة لا تريد اعتمادها لاسبابها الخاصة وفي مقدمها "الخشية من انكشاف حجمها الحقيقي" في الحلقات الاجتماعية الصغيرة.
وفي هذا السياق، يرى رئيس “مؤسسة طلال المقدسي الانمائية والاجتماعية” طلال المقدسي، ان الميغاسنتر هو الحلّ ومن الضروري المباشرة في اعتماده.

المقدسي الرافض لمبدأ التمديد والتأجيل، يشير الى ان الانتخابات في كل دول العالم اصبحت ممكننة، في حين ان القانون اللبناني يفرض على كل مواطن راغب في التعبير عن رأيه من خلال اي انتخابات الذهاب الى مسقطه حتى لو كان من سكان منطقة بعيدة، وهذا ما يرتب على المرشح مصاريف طائلة لتأمين نقل "جماعته"، وعلى المواطن الذي لا يرتهن لاي طرف كي يدلي بصوته.
وفي هذا السياق، يتطرق المقدسي الى الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في دول الاغتراب التي اعتمدت على مبدأ الميغاسنتر، معتبرا ان المهم ان تتوفر الارادة والنية للتنفيذ عند احدهم.
وهنا يذكّر المقدسي انه قبل ايام معدودة من موعد فتح صناديق الاقتراع في دول الانتشار لم تكن وزارة الداخلية والبلديات قد اشترت "السوفت وير" (software) الخاصة بهذه العملية، لذا وبمبادرة شخصية منه سدد المبلغ المتوجب ما سهل انجاز وانجاح هذه الانتخابات في الخارج.
ويضيف "السوفت وير" الذي تم شراؤه لانتخابات المغتربين في العام 2022 يمكن اعتماده للداخل اللبناني لانجاز الانتخابات البلدية مع ادخال تطويرات وتعديلات طفيفة، كاشفا انه على استعداد مرة اخرى لتسديد المبلغ من اجل القيام بذلك، كما ان هناك متمولين مغتربين وجمعيات موجودة في الخارج - وهؤلاء اعتداوا على المكننة ويتقون اليها- مستعدون للوقوف الى جانب وزارة الداخلية من اجل مكننة الانتخابات.
وفي هذا الاطار، يرى المقدسي ان الجنوب نازف والتحجج به لتأجيل الانتخابات غير مقنع اذ ان القرى والبلدات والمدن في هذه المنطقة
بحاجة الى بلديات فاعلة اكثر من اي منطقة اخرى، داعيا في هذه المناسبة الى تنفيذ الميغاسنتر لابناء الجنوب في الانتخابات البلدية بدلا من تأجيلها، واذا نجح في الجنوب يعتمد لكل لبنان في اي استحقاق مقبل، قائلا: يحق لابناء الجنوب الذين تركوا قراهم بسبب الحرب الراهنة او بسبب حروب سابقة التصويت.
وردا على سؤال، يوضح المقدسي ان البلديات هي العنصر الوحيد المنتخب الذي لا زال فاعلا على الأرض فالرئاسة فارغة والحكومة مستقيلة وتصرف الاعمال، مجلس النواب قانونا ودستوريا هو هيئة ناخبة منذ نحو سنتين، والنائب الذي لا يقوم بواجبه في انتخاب رئيس للجمهورية تنتفي علّة وجوده في المجلس. ويذكر ان قسما كبيرا من البلديات - بسبب كورونا وتدهور قيمة الليرة اصبح منحلا او فيه خلافات داخلية، وبالتالي عملها مشلول بالكامل، لذا يجب اعادة الحياة لها.
ولماذا تسعى قوى سياسية الى تأجيل هذا الاستحقاق، يتحدث المقدسي عن فئتين: الخائفون من ظهور النسب الحقيقية لمؤيديهم، والخائفون من نجاح تجربة الميغاسنتر على غرار نجاحها مع انتخابات المغتربين منذ عامين، الامر الذي يحرر المواطن اللبناني من الرشوى والتزوير وتصويت اشخاص عن آخرين واقتراع الموتى... وصولا الى اختفاء الصناديق. بمعنى آخر الغاء المظاهر غير القانونية التي تحصل في الانتخابات وحتى الغاء الطعون، علما ان اعتماد الميغاسنتر هو خطوة نحو الامام في حين ان كل ما تقوم به السلطة خطوات تعيدنا سنوات الى الوراء.