سلام : لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل من النقاط الـ5
أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤوليات الجيش اللبناني
رضوان عقيل - النهار
خلفت زيارة الرئيس تمام سلام إلى الجنوب وتفقّده صور ومرجعيون والخيام والنبطية موجة من ردود الفعل لدى المعنيين على المستويين السياسي والشعبي، حيث رأى كثيرون أن أهمية هذه الجولة تدلّ على أن الحكومة لن تترك هذه المنطقة، مع معاينته على الأرض حجم أعمال التدمير التي مارسها الإسرائيليون، والتي وصلت إلى حدود "الإبادة" في أكثر من بلدة. وأراد سلام من محطته في الجنوب، الذي يعرف معاناة أهله منذ سنوات طويلة، وسبق له أن زاره قبل الاجتياح الإسرائيلي الأول عام 1978، الذي استمر إلى أيار عام 2000.
يبقى المهم عند سلام في خلاصة زيارته، معاينته حجم الدمار الإسرائيلي وأخطاره المتواصلة في بلدة الخيام، التي تلخّص مشهديتها ما جرى لدى أكثر شقيقاتها من الناقورة إلى بلدات العرقوب، حيث امتدّت هذه الحلقة إلى بلدات عدّة في البقاع، فضلاً عمّا تلقّته الضاحية الجنوبية من أطنان من النار والقنابل. وإذا كان نواب الجنوب لم يرافقوا سلام في المناطق التي تفقدها -ربما برغبة منه- فإن ملائكة قواعدهم كانت حاضرة لتذكّره بأن "الدماء التي سالت هي من أعادت الأرض إلى أصحابها". واستوعب سلام أوجاع هؤلاء. ويقول لـ" النهار" إن الخطوة الأولى التي قرّر اتخاذها بعد نيل الحكومة الثقة هو أن يتوجه إلى الجنوب مع عدد من الوزراء "للتواصل مع أهلنا، ولنقول ونثبت لهم أن الدولة تقف إلى جانبهم، وأنها تلتزم إعمار بلداتهم. وأريد أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر. وأردنا أن نقول للجيش أيضاً إن أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤولياته. ونحييه على عملية الانتشار التي نفذها حيث يقوم بالواجبات المطلوبة منه وسط ظروف صعبة".
* ماذا عن النقاط الخمس؟
يجيب سلام بأنه وصل إلى أقرب نقطة من هذه النقاط في الخيام "لنؤكد أن لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل انسحاباً كاملاً منها، أي إلى خطوط (اتفاقية) الهدنة عام 1949 المعترف بها دولياً. وإن استمرار وجودها في هذه النقاط، وعدم انسحابها، هو اعتداء على السيادة اللبنانية والـ1701 زائداً تهديدها لتفاهم وقف إطلاق النار".
* ماذا تلقيت من لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وهل تواصلت مع الخارج؟
يردّ رئيس الحكومة بأنه بعد زيارته الجنوب تواصل مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وهو يحضّر لاجتماع معه ومع السفيرة الأميركية ليزا جونسون ليضعهما في حقيقة ما يحصل في الجنوب. وفي تعليقه على الرسائل التي تلقاها من الجنوبيين، يقول إنّه يتفهّم غضبهم، والظروف التي يمرّون بها، وإن الدولة غائبة عنهم بعد تدمير منازلهم وخراب أرزاقهم ومؤسساتهم، "وما قلته لهم إنني من خلال هذه الزيارة الميدانية لن أكتفي بقراءة ما يصلني من تقارير وصحف. ولا أهدف من هذه الزيارة إلى إطلاق تصريحات ومواقف، وأردت أن أستمع إليهم على أن أقرن لهم ما قلته بالأفعال".
ويوجّه سلام "التحية إلى اليونفيل على الدور الذي تؤديه وحداتها منذ عام 1978 إلى اليوم"، ويقول "لقيادتها مرّة أخرى إننا نستنكر الاعتداء عليهم ونرفض تكرارها، وإن القضاء سيقوم بالدور المطلوب منه حيالها، ولا تهاون في هذا الموضوع. وتلقّت موقفنا هذا بكل ترحاب مع استمرار تنسيقها مع الجيش اللبناني".
رافق الوزراء تمارا الزين وجو صدي وفايز رسامني الرئيس سلام في جولته الجنوبية، فخلصوا وهم يشاهدون البلدات المدمّرة، خصوصاً الخيام، إلى القول: "صدمنا بهذه المشاهد. وعلى مَن يريد كشف حقيقة ما يحصل فعليه أن يحضر إلى هنا ويرى بأمّ عينيه حقيقة كلّ هذا الإجرام الإسرائيلي".