جزين: لائحة برئاسة دافيد الحلو وغموض على مقلب القوات والكتائب

جزين: لائحة برئاسة دافيد الحلو وغموض على مقلب القوات والكتائب

image

جزين: لائحة برئاسة دافيد الحلو وغموض على مقلب القوات والكتائب
تساؤلات جديّة عن المعايير الحقيقية التي تحكم الترشيحات


"اخبار اليوم"
في تطور لافت على الساحة الجزينية وبعد فشل التوافق، تم التوصل إلى حسم أولي لتشكيل لائحة تضم التيار الوطني الحر والنائب السابق إبراهيم عازار، وقد تم الإتفاق على ترشيح دافيد الحلو، المدير الإقليمي السابق لشركة كوكاكولا العالمية في الشرق الأوسط، والذي يُعتبر من أبرز رجال الأعمال اللبنانيين في الخليج، لرئاسة هذه اللائحة.
هذا التطور يأتي في وقت لا تزال فيه تحالفات حزب القوات اللبنانية يكتنفها الغموض، إذ أعلن النائب سعيد الأسمر أن الحزب سيخوض المعركة البلدية إلى جانب العائلات والفعاليات الجزينية، ويأتي ذلك من دون الإعلان عن أي تحالفات سياسية حتى الآن، لا مع حزب الكتائب ولا مع النائب السابق إدمون رزق، كما جرت العادة في الاستحقاقات السابقة في جزين.
الخطوة الأكثر إثارة للجدل، والتي فجّرت موجة استغراب واسعة، جاءت من داخل القوات اللبنانية نفسها، عبر تسمية الشاب بشارة عون، أحد أصحاب المقالع في المنطقة، لرئاسة البلدية، هذه الخطوة شكلت صدمة لدى جمهور القوات قبل خصومها، إذ اعتاد الشارع الجزيني رؤية القوات كقوة إصلاحية تعتمد مبدأ "الشخص المناسب في المكان المناسب"، وهو ما طبقته القوات على مستوى كافة مراكز المسؤولية التي تسلمتها وخاصة الوزارية من خلال خياراتها الممتازة.
جزين، المعروفة بجمالها الطبيعي ومواردها البيئية الهائلة، وقفت تاريخياً بوجه تجار الكسارات والمقالع الذين سعوا لتشويهها، وقد كان للبلديات السابقة دور حاسم في حماية هذه الثروة البيئية، رافضةً الإغراءات المالية الضخمة، لذلك، فإن تسمية صاحب مقلع لترؤس بلديتها، يحمل في طياته مؤشراً خطيراً على تراجع الأولويات والمبادئ لصالح الصفقات الانتخابية.
والأكثر استغراباً، أن القوات اللبنانية تمتلك طاقات شبابية واعدة، من مهندسين وأطباء وأكاديميين، مقيمين في جزين، ولديهم من الكفاءة والالتزام ما يؤهلهم لتولي رئاسة البلدية بجدارة، وقد تم استبعاد أحد أبرز الأسماء، وهو دكتور جامعي، صاحب خبرة إدارية، ورجل أعمال معروف، خدم في البلدية واكتسب احترام الشارع الجزيني وحتى خصومه السياسيين يثقون به ويعتبرونه مرشحاً طبيعياً لرئاسة المجلس البلدي.
في ضوء هذه المعطيات، تبدو المعركة البلدية في جزين أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، وسط تساؤلات جديّة عن المعايير الحقيقية التي تحكم الترشيحات، وعن مستقبل المنطقة بين خيار التنمية المستدامة أو العودة إلى منطق الزبائنية.