"كبسة زرّ" لبنانية تشكل الفارق كلّه فمن يتّخذ القرار الحاسم باستعمالها ومتى؟؟؟
نادر: لو دخل الجيش سابقاً المكان الذي قُصف منذ يومَيْن فلما كانت إسرائيل تمكنت من قصفه
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
للمرة الألف، والمليون، ندرك جيّداً أن لا تغيير ممكناً في أي شأن كان بـ "كبسة زرّ".
الغارات...
ولكن للمرة الألف، والمليون أيضاً، نطالبكم بوقف التذرّع بهذا الواقع لعدم القيام بشيء، لأن المأخذ الأساسي للشعب اللبناني عموماً عليكم، هو أنكم لا تبدون مستعدّين لـ "كبس الزرّ" أصلاً، ولا لتركيبه من أجل كبسه.
والدليل على ذلك، هو أن حياة الشعب اللبناني لا تزال مُستسهَلَة، وأمنه كذلك أيضاً، من خلال الإبقاء على الأسباب نفسها التي تستجلب الغارات والقصف، إما بالإنذارات والإخلاء، هنا أو هناك، أو من دون سابق إنذار.
عودة الحرب؟
فلو كنتم دولة مغلوبة على أمرها، وعاجزة عن كل محاولة بالفعل، لكُنتم وجدتم كلّ تفهُّم. ولكن أن يكون "الزرّ" موجوداً في موقعه، وجاهزاً للاستخدام، فيما أكثرية ساحقة في الداخل تحثّكم وتطالبكم وتدفعكم باتّجاه "كبسه"، الى درجة أنها تُبدي كل استعداد للقيام بالـ "كبسة الأولى"، وسط ثباتكم بالقول إن لا شيء ممكناً بـ "كبسة زرّ"، فهذا يعني أننا أمام عدم رغبة بالقيام بشيء.
ولكنكم لستم أحراراً بتخريب حياة ومستقبل اللبنانيين في بلدهم، ولا بتحويل البلد الى مساحة لا يحقّ لشعبها أن يقرر مصيره بنفسه فيها. فالدولة مُصِرَّة على التفلُّت من أي التزام واضح وثابت، تاركةً شعبها ومناطقها للأيام، ولما تُسمّيه خصوصيات محلية مُدعَّمَة بذرائع أن لا شيء ممكناً بـ "كبسة الزرّ". وأما النتيجة على الأرض، فهي مزيد من انعدام الأمن والقلق من الغد، ومن احتمال عودة الحرب بيومياتها الفوضوية والقاسية.
قرار حكومي
أعاد العميد المتقاعد جورج نادر أسباب ما نحن فيه من مشاكل ومن غياب أي إشارة واضحة للحسم في الملفات العسكرية والأمنية، الى "قرار الحكومة بأنه يمكن حلّ كل شيء مع "حزب الله" بالديبلوماسية".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حزب الله" خسر معركته، وورّط لبنان بما رآه الجميع من تدمير على مدى الأشهر الماضية. ووقّعت الحكومة اللبنانية السابقة بالاتفاق مع "الحزب" والرئيس نبيه بري على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ورغم ذلك، نجد أن "الحزب" لا ينفّذ شيئاً ممّا فُرِضَ عليه، رغم أنه وافق عليه قبل وقف النار".
وأضاف:"إسرائيل بدورها لا تلتزم، كما في العادة. ولكن "حزب الله" لا يطبّق ما عليه أيضاً، فيما لا قرار حكومياً بدخول ومصادرة مخازن ومستودعات الأسلحة، وبمنع أيّ كان من الوقوف بوجه الجيش، من أجل منع (المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي) أفيخاي أدرعي من توجيه إنذارات، وإنهاء تلك الحالة التي تبدأ بمطالبة الناس بالخروج من مبنى، فيخرجون ويبتعدون ويصوّرون القصف والتدمير. فهذا لا يجوز أبداً، وهو ينعكس على البلد والناس بشكل سلبي جداً".
نزع السلاح...
ولفت نادر الى أنه "لو دخل الجيش المكان الذي قُصف في الضاحية منذ يومَيْن وفتّشه سابقاً، فلما كانت إسرائيل تمكنت من قصفه. وهنا نسأل، لماذا استجلاب الإسرائيلي ليقصف؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بما يتوجب عليها، وبإزالة السلاح من جنوب الليطاني وشماله، ومن المخيمات وكل مكان في لبنان، رغم أن كل هذا العمل لا يحتاج الى أكثر من أربعة أشهر، وتنفيذه يسمح بالقول للإسرائيلي إنسحب من الجنوب، وبتمكين الجيش من مواجهته إذا رفض ذلك".
وأسف لأن "الداخل لا يستوعب التغييرات التي تحصل، ولا الإسراع الإيراني نحو الحلّ السلمي، ولا أن نظام الأسد سقط، ولا حقيقة أن كل العالم سيكون ضدّنا إذا لم تنزع الحكومة سلاح "حزب الله". وبالتالي، أمامنا اليوم الحلّ اللبناني القائم على دخول الجيش الى كل مخازن ومواقع السلاح والمستودعات ومصادرتها وتصوير ذلك للناس، خصوصاً أن الإعلام هو نصف المعركة اليوم، وعندها لا يعود هناك حجة لدى إسرائيل، أو نبقى بسياسة المكابرة وإنكار واقع خسارة "حزب الله" المعركة، مع البقاء في منطقة اللاحرب واللاسلم الرمادية، وبالتهديدات التي تقول إن المقاومة لا تزال جاهزة، وإنها منتصرة، وهو كلام ما عاد نافعاً أصلاً، ولا نتيجة له سوى جرّ لبنان الى مزيد من التوترات والمشاكل".
عقوبات؟
وأكد نادر أن "كل الدول العربية والأجنبية تنتظر قراراً حكومياً لبنانياً واضحاً يسمح للجيش بمصادرة سلاح "حزب الله". فإذا لم يحصل ذلك، ستُفرَض عقوبات على لبنان وعلى أطراف عدة فيه، وسيشتدّ الحصار الاقتصادي، وسنصل الى شبه احتلال إسرائيلي للبلد كلّه، وليتحمّل الجميع مسؤولياتهم في تلك الحالة. فعندما يُطالب أدرعي بإخلاء مبنى، ويرحل الناس عنه ومن جواره بسبب مخاطر القصف، فهذا شبه احتلال عملي للبنان كلّه".
وختم:"لا القانون الدولي ولا أي عامل آخر يردع الإسرائيلي عن القصف. وإذا استمر رفض "حزب الله" تسليم سلاحه للجيش اللبناني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه هو ("الحزب") أصلاً، فهذا يعني أن العمليات العسكرية قد تزداد وتشتدّ أكثر".