تنبيه هام... لبنان لا يتقدم ولا يتطور وهذه مشكلة كبرى...

تنبيه هام... لبنان لا يتقدم ولا يتطور وهذه مشكلة كبرى...

image

تنبيه هام... لبنان لا يتقدم ولا يتطور وهذه مشكلة كبرى...

لا يدوم الدعم الخارجي لأي بلد الى النهاية من دون نتائج ملموسة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"

 

 

في العادة، يبدأ كل شيء بسيطاً، وذلك قبل أن يصبح أكثر نضجاً وتعقيداً، تدريجياً. فهذا هو المبدأ العام الذي يتحكم بكل شيء، إلا في لبنان، حيث القواعد الخالية من أي قاعدة، والمبادىء البعيدة من أي مبدأ.

 

2025- 2005...

ففي لبنان، يمكننا في عام 2025 مثلاً، أو في 2030 أو 2040 أو 2050 ربما... أن نستمع الى ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701، تماماً كما لو كنّا في عام 2006 أو 2010...

كما يمكن لوفد لبناني أن يفاوض مؤسسات مالية دولية في 2025، بالطريقة واللّغة نفسها التي كانت مُعتمَدَة لبنانياً، في عام 2020 أو 2022... مثلاً، وذلك مهما تغيّرت وجوه وأسماء الوفود اللبنانية المُفاوِضَة.

وفي لبنان وحده أيضاً، يمكن لمسؤول محلي رسمي أن يتكلم مع أي زائر دولي، أو خلال أي زيارة خارجية يقوم هو بها، في 2025، تماماً كما كان يفعل خلال استقبالاته أو زياراته في أعوام 2017 أو 2011 أو 2005...

 

في بلد؟...

بالإضافة الى أنه يمكن لمسؤول لبناني أن يتحدث في 2025 عن أنه يتوجب علينا أن نساعد أنفسنا حتى يساعدنا الخارج، وذلك تماماً كما لو كنّا في عام 2000 أو 2005... وهذا نجده في لبنان وحده ربما، وهو دليل على أن البلد لا يتقدم، ولا يتطور.

وما سبق ذكره، يُفيد بعدم نضوج البلد حتى على مستوى اللغة السياسية المُعتمَدَة محلياً، أو تلك الديبلوماسية المُعتَمَدَة مع الخارج، على أي مستوى واضح. وهذا يمكّن أي مسؤول خارجي راغب بالاطلاع على الملف اللبناني أكثر، من العودة الى الأرشيف ربما، و"نبش" تصريحات محلية سابقة للمسؤول اللبناني نفسه، الذي يحاوره اليوم.

ففي تلك الحالة، سيجد هذا المسؤول الخارجي أن الكلام اللبناني الرسمي هو نفسه، قبل وبعد 20 عاماً ربما، ومن دون الأخذ في الاعتبار ضرورة إجراء أي نوع من التعديلات أو التحديثات، ولو بحدّ أدنى. فهل نحن في بلد؟

 

بلد وإصلاحات...

رأت أوساط مُتابِعَة أن "هناك مشكلة على المستوى اللبناني عموماً، وهي تجعل أسباب تأخُّر أو تراجُع لبنان داخلية في الأساس، قبل أن تكون خارجية".

ولفتت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "دول الخارج قد لا ترغب بإيذاء لبنان كدولة، ولا بأن تجعله يدفع ثمن ما يحصل فيه من تجاوزات بشكل نهائي ودائم. ولكن لكل شيء نهاية، ولا يدوم الدعم الخارجي لأي بلد الى النهاية، من دون نتائج ملموسة".

وختمت:"رغم كل ما نلاحظه من مظاهر انهيار في لبنان، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت إنفاقاً هائلاً على أمور غير مُجدِيَة. هذا غير منطقي في الظاهر، ولكنه حاصل في الباطن، وبهذه الطريقة يسير البلد منذ وقت طويل وحتى الساعة، وبصمت من الجميع في الداخل والخارج. السبب في ذلك هو أن الدول الأجنبية ليست منزهة عن مصالحها طبعاً، فيما انتقال لبنان من مرحلة الى أخرى هو مصلحة لها، وهي لذلك تصرّ على نهوضه وتطبيق الإصلاحات بما فيه من غرائب سياسية. ولكن هذا نافع لنا كلبنانيين أيضاً. ففي النهاية، نحن نحتاج الى بلد والى إصلاحات، وإذا نجحنا في بلوغ تلك الحالة، فسنكون حققنا جزءاً مهماً من أهدافنا وأحلامنا كشعب لبناني".