هل ترى المرحلة الثانية من اتفاق غزة النور؟... بالارقام هذه كلفة الاعمار
غوتيريش: تجدد الحرب سيكون كارثياً
كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى. لكن تعرقلت المفاوضات جراء اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.
نقلت القناة 13 العبرية عن مصدر أمني مساء اليوم السبت، أن إسرائيل قررت عدم تجديد الحرب على غزة خلال الأيام المقبلة وإتاحة المجال للمفاوضات.
وأضافت: "إذا تجدد القتال فسيكون فتاكا وسيتم وقف المساعدات وقطع الخدمات. لا هدوء في غزة من دون اتفاق، فإما إطلاق سراح رهائن وإما الحرب".
في السياق ذاته، نقلت هيئة البث العبرية أن "الجيش مستعد لاستئناف القتال في غزة وفق خطط جديدة".
إلى ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم من أن احتمال تجدد القتال في قطاع غزة سيكون "كارثيا"، مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفي ظل عدم اليقين بشأن المفاوضات الجارية. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان: "من الضروري بذل كل الجهود لمنع تجدد الأعمال القتالية الذي سيكون كارثيا". وأضاف أن "وقفا دائما لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن أمر ضروري لتجنب التصعيد والمزيد من العواقب المدمرة على المدنيين".
وتبدو المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة رهنا بتسوية لم تتبلور بعد في اليوم الأخير من المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
واليوم، أكدت حركة حماس في رسالة وجهتها للقمة العربية التي تعقد هذا الأسبوع في القاهرة حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على رفضها لأي تواجد لقوات أجنبية في القطاع.
وقالت حماس في الرسالة التي نشرت نصها: "نؤكد حرصنا على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولاً لوقف إطلاق النار الشامل والدائم وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من القطاع وإعادة الإعمار ورفع الحصار".
وبعد حرب مدمّرة اندلعت قبل أكثر من 15 شهرا عقب هجوم حركة حماس الفلسطينية في جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأت الهدنة في 19 كانون الثاني/يناير، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من ثلاث يتضمنها الاتفاق.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان مقررا الإفراج عنهم.
وبحسب الاتفاق، كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى. لكن تعرقلت المفاوضات جراء اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.
ويفترض إعادة الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الرهائن "دفعة واحدة" خلال هذه المرحلة.
أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وقال قيادي في حماس لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه اليوم: "من المفروض أن تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار صباح غد الأحد"، مضيفا: "لكن الاحتلال لا يزال يماطل ويواصل الخروقات للاتفاق".
وتريد إسرائيل أن يتم الإفراج عن المزيد من الرهائن في إطار تمديد المرحلة الأولى. ولا تنفك حكومة بنيامين نتنياهو تشدد على حقها في استئناف القتال في أي لحظة للقضاء على حماس في لم تتخل الحركة الفلسطينية عن السلاح.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم: "تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها الاحتلال مرفوض بالنسبة لنا".
وأفاد مصدر مطلع على المفاوضات وكالة فرانس برس بأن إسرائيل نقلت عبر الوسطاء اقتراح تمديد المرحلة الأولى من أجل القيام بوتيرة أسبوعية، بعمليات تبادل إضافية لرهائن محتجزين في غزة بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مواصلة الجهود
وأوضح المصدر نفسه أنه لا يوجد أي وفد لحماس راهنا في القاهرة لكن الجهود تتواصل في محاولة للتوصل إلى نتيجة.
وتشترط إسرائيل كذلك أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح كليا والقضاء على حماس التي سيطرت على القطاع في 2007. وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ونزح غالبية سكان القطاع المحاصر والبالغ عددهم 2,4 مرات عدة وهم يعيشون في ظروف كارثية. وتحدثت الأمم المتحدة عن خطر مجاعة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، ما زال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد توفوا. والرهائن الأحياء جميعهم رجال معظمهم تحت سن الثلاثين.
في هذا السياق، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس السبت مقاطع فيديو قالت إنها لرهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.
ويظهر في اللقطات ثلاثة أشخاص بدون وجوه، ويبدو أن اثنين منهم رهائن تم الإفراج عنهم في شباط/فبراير. ويطالب ثالث باللغة العبرية الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عنه.
وفي نهاية الفيديو رسالة تحذر من أن "اتفاق وقف إطلاق النار فقط هو الذي سيعيدهم أحياء".
جرافات أميركية
في ظل عدم اليقين هذا، أعلنت الولايات لمتحدة أنها أقرت بيع ذخائر وجرافات ومعدات أخرى بقيمة ثلاثة مليارات دولار لإسرائيل حليفتها الكبيرة التي استخدمت أسلحة أميركية في حرب غزة.
ويستعين الجيش الإسرائيلي بالجرافات لهدم مساكن ومنشآت في الضفة الغربية المحتلة من جانب إسرائيل منذ 1967 وحيث باشرت منذ كانون الثاني/يناير هجوما واسع النطاق ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأعربت سيغريد كاغ مبعوثة الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط عن "قلقها للعمليات العسكرية" في الضفة الغربية و"عمليات الهدم وتهجير" السكان.