قانون الانتخاب إلى واجهة الاستحقاقات القريبة والصوتان التفضيليان أبرز التعديلات
استحقاق دون وصاية غازي كنعان أو رستم غزالي والإملاءات على اللبنانيين
وجدي العريضي - النهار
على وقع ما يجري على الساحة الداخلية من استحقاقات دسمة ومفصلية، من انسحاب إسرائيل وبقائها في سبع نقاط استراتيجية، إلى التشييع المرتقب للأمينين العامين الراحلين لـ"حزب الله" السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وصولاً إلى ترقب الثقة للحكومة إن كانت "حرزانة" أو مقبولة، قطار الحكومة يقلع ربطاً باستحقاقات أخرى في المنطقة. ويعود قانون الانتخاب بسرعة قياسية إلى الواجهة سرياً وخلف الكواليس، باعتباره من سيصنع المجلس النيابي المقبل، والمعادلة الأهم تكمن في الانتخابات النيابية، ربطاً بالتحالفات النيابية والسياسية المنتظرة، حيث معالمها بدأت تظهر بشكل واضح لا يحتاج إلى اجتهادات، من خلال اللقاءات التي تعقد. فالجميع بدأ يتأهّب لأم المنازلات الانتخابية على وقع التحولات الكبيرة، خصوصاً أن الاستحقاق النيابي هو الأول الذي سيحصل بعد سقوط النظام السوري، وبمعنى آخر، ثمة استحقاق دستوري دون وصاية غازي كنعان أو رستم غزالي والإملاءات التي كانت تصل إلى اللبنانيين من خلال صندوق بريد حافظ وبشار الأسد، لذلك هذه الانتخابات لها نكهتها ودورها.
توازياً، من يتابع ويواكب وفق معلومات موثوقة لـ"النهار"، يتأكد من مدى جدية الطبقة السياسية برمّتها، واستعداداتها التي انطلقت لا فقط للبلدية والنيابية، وإن كان الاستحقاق البلدي والاختياري يعتبر "بروفة" للنيابية، بل هو الأساس على مستوى الحاصل الانتخابي وسواه من الحسابات التي بدأ يعدّ البعض العدة لها منذ اليوم.
في السياق، وأمام التحالفات المتوقعة، فالتناغم الأرسلاني الجنبلاطي على قدم وساق، من خلدة إلى كليمنصو والعكس صحيح، في ظل اللقاءات التي تحصل بين الزعيمين الدرزيين، في وقت وإن كان التحالف بينهما مرتقباً، كذلك التواصل مستمر بين دارة خلدة والجاهلية عبر الوزير السابق وئام وهاب، ولا سيما أنهما تحالفا في الاستحقاقات النيابية السابقة، فهل يعود التحالف بينهما في الانتخابات المقبلة؟ فضلاً عما يجري في كل المقار السياسية والحزبية من اجتماعات واتصالات وزيارات تبقى بعيداً عن الأضواء والإعلام.
أما على صعيد قانون الانتخاب، فثمة معلومات موثوقة لـ"النهار"، بأن الصوتين التفضيليين يشقان طريقهما في إطار تعديل متوقع على القانون الانتخاب الحالي، وإن كان المكوّن المسيحي حتى الساعة لم يعط الجواب الشافي والكافي، لكن ثمة اتصالات بين الحلفاء السابقين لهذا الغرض، فيما عُلم زيارة من بعض النواب الحزبيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الآونة الأخيرة، إذ بحث هذا الموضوع وبات جدياً.
وفي سياق متصل، يقول النائب اللواء أشرف ريفي لـ"النهار"، إن من المبكر الخوض في التحالفات، لكن الأهم أن هذا الاستحقاق يجري بعد سقوط النظام السوري المخلوع، وكذلك بعدما تهاوت أذرع إيران في المنطقة وسقطت كأوراق التين، لذلك للانتخابات المقبلة أهميتها، وبدأنا منذ اليوم نعد العدة ليكون هناك مجلس نيابي لبناني وطني سيادي عربي، عنوانه اتفاق الطائف أي وثيقة الوفاق الوطني، وتطبيقه يكون مدخلاً لإجراء الانتخابات بعدما سقط الفرس في كل المنطقة، فآن الأوان ليكون لدينا مجلس نيابي هو الأبرز ما بعد الطائف.
أما على صعيد التحالفات، فيخلص اللواء الريفي قائلاً: لن تكون مغايرة عن السابق بين المكونات السيادية والاستقلالية والوطنية، لكن المجلس المقبل سيغيّر المعادلة برمّتها بعدما دخلنا في مرحلة التحولات والمتغيرات داخلياً وإقليمياً ودولياً، وسنشهد فصولاً جديدة في المرحلة المقبلة على غير مستوى وصعيد.