الهجري يعاكس رغبة وجهاء السويداء... وقلق من "تماهٍ مشبوه" مع إسرائيل

الهجري يعاكس رغبة وجهاء السويداء... وقلق من "تماهٍ مشبوه" مع إسرائيل

image

النهار- تضاربت مواقف شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري، وبعدما اتفق على وثيقة تفاهم مع الإدارة الجديدة ممثلة بمحافظ السويداء مصطفى البكور، عاد وتراجع عنها معتبراً إياها ورقة مطالب، لينقلب على الجو العام السائد والداعم لفكرة الاندماج بالدولة السورية والذي كان جزءاً منه، ويقول "لا وفاق ولا توافق مع السلطات الجديدة في سوريا".

مواقف الشيخ الهجري لاقت استغراباً واسعاً كون اتجاه المراجع السياسية والروحية والاجتماعية في السويداء، المتمثلة بشيخي العقل حمود الحناوي ويوسف الجربوع والأمير حسن الأطرش والفصائل العسكرية الكبيرة، على رأسها "رجال الكرامة"، مؤيد لفكرة الاندماج بالدولة السورية والتعاون مع السلطات الجديدة وإن بشكل تدريجي، وكان الاتفاق على تطويع عناصر بالأجهزة الأمنية جزءاً من هذا الاتجاه.

مصادر متابعة للشأن عن كثب تقول لـ"النهار" إن "مواقف الهجري تتماهى بشكل مشبوه ومريب مع مواقف الشيخ موفق الطريف في إسرائيل التي تريد انفصال السويداء عن سوريا والانضمام إلى الفلك الإسرائيلي بشكل أو بآخر، ومن منظار أوسع، تقسيم المنطقة إلى دويلات مذهبية تخدم إسرائيل لجهة حمايتها وتبرير وجودها كدولة قومية".

المصادر تذهب في تحليل خطاب الهجري إلى ما هو أبعد من ذلك، وتقول إن تصريحاته التصعيدية التي قال فيها "لا وفاق ولا اتفاق"، ووصف فيها الإدارة الجديدة بـ"المتطرفة والمطلوبة للعدالة الدولية"، وأسف خلالها على أبناء السويداء "الذين يبيعون دماء وكرامة أهلهم في الساحل"، وهي مواقف "عدائية" هدفها إحداث انقسام بين السوريين و"اشتباك ودماء".

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن مواقف الهجري لاقت استهجاناً من فعاليات في السويداء، وفي حديث خاص لـ"النهار"، رفض شيخ العقل حمود الحناوي "استفراد الهجري باتخاذ القرارات"، في حين شدّد الأمير حسن الأطرش ومصدر بحركة "رجال الكرامة" لـ"النهار" في وقت سابق على أن "وجهة السويداء دمشق"، رافضين النزعات الانفصالية.

إلى ذلك، انتشرت أخبار لافتة مفادها أن وفداً من الدروز في القرى الجنوبية السورية المحتلة حديثاً توجّه إلى لقاء مع طريف في إسرائيل، وهي دعاية حاولت تل أبيب استغلالها في إطار سياسي للحديث عن تواصل ومشاريع مشتركة بين الدروز، لكن المصادر تؤكد لـ"النهار" أن اللقاء "ديني تقليدي سنوي وليس سياسياً"، وهذا كان إعلان طريف أيضا.

وإذ تذكّر المصادر أن إسرائيل "دولة عدوّة لسوريا، وزيارتها تعد جريمة يعاقب عليها القانون، والدروز لطالما كانوا تحت القانون وليس فوقه"، وتشير إلى بيان مشيخة العقل في لبنان، الذي حذّر اللبنانيين ورجال الدين الدروز من زيارة الأماكن المقدسة في إسرائيل لما لذلك تبعات قانونية، مؤكدة رفع الغطاء عن كل مخالف لهذه التعليمات.

في المحصلة، فإن الحركة السياسية المشبوهة في السويداء تنشي بأن إسرائيل مصممة على تنفيذ مشاريعها في الجنوب السوري، وانطلاقاً من خطورة هذا الواقع، يحاول المشايخ في السويداء ووجهاء المنطقة توحيد الاتجاه واستكمال التواصل مع الإدارة السورية الجديدة من أجل تحقيق الاندماج بالحد الأقصى، وفق ما كشفت معلومات "النهار" في وقت سابق.