نادي الرؤساء من جديد

نادي الرؤساء من جديد

image


نادي الرؤساء من جديد
ميقاتي أراد من خلال اللقاء الإيحاء للجميع بأنه الأقوى طرابلسياً

عمر حرفوش - "نداء الوطن"

على الرغم من أنني لا أزال غائباً عن مدينتي الحبيبة طرابلس ولأسباب قاهرة آمل أن تنتهي قريباً، غير أنني لا أزال أحمل المدينة وأهلها وهمومها وأحلامها في قلبي وعقلي وأتابع باستمرار وبالتفاصيل مشاكل أهلها وأسعى مع كثيرين من محبّي طرابلس والغيارى على مصالحها إلى كل ما يعود عليها بالخير، ومن هذا المنطلق تابعتُ وبإيجابية الحريص على منطقته الاجتماع الذي عُقد في دارة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وقد لفتني الاجتماع من حيث الشكل والمضمون.


فمن حيث الشكل لا بدّ من الإشادة بالخطوة التي اتّخذها ميقاتي صاحب العلاقات الدولية المتميّزة والذي استطاع أن يجمع في طرابلس رئيسَي حكومة سابقَين هما فؤاد السنيورة وتمام سلام بالإضافة إلى النائبة السابقة بهية الحريري شقيقة الشهيد رفيق الحريري وعمّة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ونواب سابقين وحاليين ورجالات دين مسيحيين ومسلمين وفاعليات طرابلسية وشمالية متعددة الانتماءات والأهواء السياسية.
هذا اللقاء له دلالات في الشكل كبيرة وهو يأتي في مرحلة حساسة من تاريخ طرابلس والشمال بعد الترويج الكبير إعلامياً بأن المدينة على شفير حرب دموية وأن أمنها بخطر بعد نزوح آلاف السوريين وتحديداً العلويين إلى منطقة جبل مُحسن وباب التبانة. فهذه المنطقة التي تشهد انتشاراً للسلاح غير الشرعي شهدت على اجتماع سياسي كبير جسّد حضور الشرعية في دلالة واضحة إلى أنّ المدينة غير متروكة للفلتان الأمني وأن من يمثّلونها وعلى رأسهم ميقاتي قادرون على حمايتها خصوصاً وأن طرابلس تعاني غياباً فاضحاً للدولة اللبنانية على صعيد الإنماء وبسط الأمن. ولأن لا اقتصاد من دون أمن فإن اللقاء أعطى طرابلس دفعة أمل في شهر رمضان بعدما بدّد خوف الأهالي من التفلّت الأمني وسمح بعودة الحياة إلى المطاعم والمنتجعات السياحية والتي تنتعش ليلاً بتوافد الصائمين وبدعوات الإفطارات الرمضانية.

هذا في الشكل، أما في المضمون فقد كانت لافتة قدرة ميقاتي على جمع نخبة من السياسيين المعنيين بطرابلس في دارته وقد رشح عن الاجتماع أن ميقاتي أراد من خلال اللقاء الإيحاء للجميع بأنه الأقوى طرابلسياً وأنه يتحضّر للانتخابات المقبلة ولِمَ لا، وهذا أيضاً حق من حقوقه الدستورية ومن حق أي طرابلسيّ أن يتنافس مع آخرين في تطوير عاصمة الشمال وفي تحقيق مشاريع إنمائية تخدم أبناءها .

يبقى أن نشدّ على يد ميقاتي في خطوته الناجحة ونطالبه بمحبة لامشروطة بأن يفعّل نادي رؤساء الحكومات السابقين لمصلحة لبنان عامة وطرابلس خاصة في دعم كل ما هو لمصلحة المدينة وأن لا يكون هذا النادي موسميّاً وهدفه التصويب فقط على أي رئيس حكومة من خارج "الفرسان الأربعة" وأن لا تكون مواقفه فئوية وتدعم فريقاً على حساب آخر بل يجب على هذا النادي التفكير بمصلحة اللبنانيين وعدم التصويب على عمل رئيس الحكومة الحاليّ نواف سلام ودعمه في خطوات الإصلاح التي يتّخذها. وإلى حين اللقاء بأهلي في طرابلس أناشد رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أن يوليا في بداية العهد الجديد ولبنان الجديد طرابلس أهمية قصوى وكلّي إيمان بأن لبنان الأفضل آتٍ .