"الإنكليزية" لغة عالمية للعلم والعمل... هل لبنان لا يزال بلداً فرنكوفونياً؟

"الإنكليزية" لغة عالمية للعلم والعمل... هل لبنان لا يزال بلداً فرنكوفونياً؟

image

 "الإنكليزية" لغة عالمية للعلم والعمل... هل لبنان لا يزال بلداً فرنكوفونياً؟
أصبحت منظمة دولية في السبعينات: تضم اليوم 81 دولة وتعدّ إفريقيا خزانها الأساسي


 "النهار" - أحمد م. الزين


لطالما كان لبنان جزءًا أساسياً من الفرنكوفونية، ليس فقط في اللغة، بل أيضًا على المستوى الثقافي، الاقتصادي، والتعليمي. ومع انتشار اللغة الإنكليزية كلغة عالمية للعلم والعمل، يطرح التساؤل: هل لا يزال لبنان بلداً فرانكوفونياً؟ وهل الفرنكوفونية مجرد لغة أم أنها تتعدى ذلك لتشمل سياسات وتوجهات اقتصادية واجتماعية؟ في هذا السياق، يتحدث خليل كرم، ممثل لبنان السابق لدى المنظمة الفرنكوفونية، عن الواقع في لبنان وتأثيرها على المجتمع اللبناني.
يؤكد كرم أن الفرنكوفونية شهدت تراجعًا خلال السنوات الماضية بسبب انتشار اللغة الانكليزية، لكنها لا تزال تلعب دورًا محوريًا في لبنان. وقال: "نحن بلد تعددي، وهذا مصدر غنى لنا. عام 2009، نجحنا في إقناع المنظمة الفرنكوفونية بعدم التنافس مع الإنكليزية بل التكامل معها، وكان لبنان من داعمي الاتفاق بين الفرنكوفونية والكومنولث لتعزيز التعاون بدل التنافر."
وأضاف: "الفرنكوفونية بدأت كمفهوم في القرن التاسع عشر مع الجغرافي أونيزيم ركلو، لكنها أصبحت منظمة دولية في السبعينات، وتضم اليوم 81 دولة، حيث تعدّ إفريقيا خزانها الأساسي، وأكبر بلد فرنكوفوني ليس فرنسا أو كندا، بل جمهورية الكونغو الديمقراطية."
وتابع كرم: "لبنان كان سبّاقًا في طرح الفرنكوفونية الاقتصادية خلال مؤتمر فرساي عام 1987. قدمنا حينها فكرة 'المساحة الاقتصادية الفرنكوفونية'، لأن الشباب بحاجة لدافع اقتصادي لتعلم لغة جديدة. هذه الفكرة أثبتت أهميتها، وأصبحت جزءًا من سياسات الفرنكوفونية لتعزيز جاذبية الفرنسية بين الشباب."
وعن دور اللغة الفرنسية في الاغتراب اللبناني، قال: "هجرة اللبنانيين إلى إفريقيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، خاصة إلى غرب إفريقيا، كانت مدفوعة بإتقانهم الفرنسية، ما ساعدهم على النجاح هناك. كما أن لبنان يتمتع بحضور قوي في مؤسسات الفرانكوفونية، مثل قناة TV5Monde، التي تحتل المرتبة الثانية في البرازيل بفضل الجالية اللبنانية، والوكالة الجامعية للفرنكوفونية التي تضم أكبر عدد من الجامعات الناطقة بالفرنسية، مع مركز إقليمي في بيروت."
وأشار كرم إلى الدور الثقافي للبنان، قائلاً: "قدّمنا أسماء لامعة في الأدب الفرنكوفوني مثل أمين معلوف، جورج جحا، وجورجيا مخلوف. تأثير الفرنسية في لبنان بدأ مع الإرساليات ثم تعزز خلال الانتداب، ما جعلها لغة رئيسية في التعليم."
وفي ما يتعلق بتحديات الفرنكوفونية حاليا، قال: "رغم انتشار الإنكليزية، لا يزال 65% من الطلاب اللبنانيين يتعلمون الفرنسية، خصوصًا أبناء الجاليات المغتربة في إفريقيا الفرنكوفونية. الاتفاقية اللغوية بين لبنان والمنظمة الفرنكوفونية عام 2010 أكدت على تعليم العربية كلغة أم، الفرنسية كلغة ثانية، والإنكليزية كلغة خارجية، مما يضمن استمرار التعددية اللغوية في لبنان، وهو ما نعتبره ثروة وطنية."