"مفاوضات بالنار" تسبق أورتاغوس إلى بيروت؟

"مفاوضات بالنار" تسبق أورتاغوس إلى بيروت؟

image

"مفاوضات بالنار" تسبق أورتاغوس إلى بيروت؟
معادلة استعملها المسؤولون في أميركا في عزّ أيّام هنري كيسنجر ضدّ الفيتناميين ومقاومتهم


رضوان عقيل - النهار


لم يكن مفاجئاً في ظلّ تهديدات إسرائيل المتواصلة إقدامها اليوم على تنفيذ ضربات في الجنوب والضاحية الجنوبية للمرّة الأولى بعد وقف إطلاق النار تحت حجّة أنّ صاروخين أُطلقا من جنوب لبنان واستهدفا كريات شمونة، الأمر الذي دفع مسؤولين إسرائيليين إلى رفع معادلة "الجليل مقابل بيروت".

ولم تكتفِ إسرائيل برواية "حزب الله" وعدم تبنّيه الصواريخ التي انطلقت من الجنوب السبت الفائت واليوم، وأنّه ليس مسؤولاً عنها، في وقت تتهرب فيه إسرائيل تدريجياً من اتفاق وقف إطلاق النار ومندرجات القرار 1701 حيث تمارس "مفاوضات بالنار" بغية فرض شروطها على لبنان قبل زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

وفي المعلومات أنّ اتصالاً تمّ بين أورتاغوس ورئيس الحكومة نواف سلام وتناولا آخر الأوضاع وخصوصاً في الجنوب ومن دون أن تحدّد توقيت محطتها في بيروت.

وكان الرؤساء جوزف عون ونبيه بري وسلام قد اتفقوا على تقديم موقف رسمي موحّد أمام أورتاغوس، وأيّ من المسؤولين الأميركيين والغربيين وهو عدم التوجّه إلى فتح صفحة التطبيع مع إسرائيل. 

وجاءت التهديدات الإسرائيلية بعد الكلام الذي ردّده الرؤساء الثلاثة بعدم استعداد توجّه لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على ألّا يتخطّى لبنان حدود وقف القرار 1701 وتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه لا أكثر.

ويأتي التطوّر الإسرائيلي الأخير وتجاوزه جملة من الحواجز من خلال استهداف قلب الضاحية الجنوبية في وقت يكثر الحديث عن فرض ضغوط على الحكومة اللبنانية وإجبارها على التوجّه إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بإشراك مدنيين في هذا النوع من الجولات وعدم الاكتفاء بالعسكريين.

ويؤكّد مراقبون وهم على تماس مع مسؤولين في الإدارة الأميركية أنّه رغم كلّ الضغوط الإسرائيلية فإنّ ما تعمل عليه واشنطن هو  حمل لبنان على القبول بخيار المفاوضات الذي وصلت رسائله بـ "البريد السريع" إلى أكثر من مسؤول لبناني. وفي المعلومات أنّ ممثلة الأمين العام للأمم المتّحدة جنين - هينس بلاسخارت قد عكست كلاماً أمام مرجع لبنانيّ لم يرحّب بالكلام الذي نقلته من تل أبيب "والذي يتماهى مع رؤية الإسرائيليين" ما يشير إلى فرض ضغوط على لبنان ودفعه بالإكراه إلى مفاوضات مع إسرائيل حيث ظهرت وكأنّها تقول ولو بطريقة غير مباشرة: "اذهبوا إلى المفاوضات مع إسرائيل اليوم قبل الغد".

وترجع "المفاوضات بالنار" إلى معادلة استعملها المسؤولون في أميركا في عزّ أيّام هنري كيسنجر ضدّ الفيتناميين ومقاومتهم. حيث تريد إسرائيل استنساخ هذا المشهد اليوم ضدّ اللبنانيين.