جيفرز في بيروت تأكيداً للالتزام الأميركي... ولو من بعد
البحث مع الجنرال الأميركي سيتناول تفعيل اللجنة وتوسيع نطاق عملها إلى شمال الليطاني
سابين عويس- "النهار"
يبدأ رئيس اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة آلية اتفاق وقف النار الجنرال الأميركي كاسبر جيفرز زيارته لبيروت التي وصلها أمس، والتي جاءت بناء على طلب من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، بعدما بلغ التصعيد الإسرائيلي مرحلة متقدمة تضرب كل أسس اتفاق وقف النار الموقع بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية.
على جدول محادثات المسؤول العسكري الاميركي الوضع الامني في الجنوب، ومواكبة خطوات تنفيذ الاتفاق، باعتبار أن هذا الأمر يشكل جوهر مهمة اللجنة التي أنشئت لهذه الغاية، في ظل العقبات التي لا تزال تحول دون استكمال التطبيق في شكل كامل على نحو يتيح تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من كامل أراضي الجنوب، ووقف الخروق اليومية المتكررة للجيش الإسرائيلي.
تكتسب زيارة جيفرز أهمية لما ستحمل من أجوبة عن التساؤلات المطروحة حيال مهمة اللجنة، وسط انطباعات سادت أخيراً أنها علقت عملها. وقد ساهم في تعزيز هذا الانطباع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية جنوباً أو على الضاحية الجنوبية لبيروت من دون أي رادع، وأحياناً بقبول أميركي على ما يصرح الإسرائيليون، ما أوحى بأن اللجنة لا تقوم بدورها، خصوصاً أن رئيسها غير موجود في لبنان منذ أكثر من شهر، وهو ما يدفع نحو السؤال عن جدوى استمرارها، علما أن نائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس كانت طرحت في وقت سابق تشكيل ثلاث لجان سياسية للعمل الديبلوماسي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإطلاق الأسرى وتثبيت الحدود البرية.
في لقاء سابق لـ"النهار" قبل أسبوعين مع أحد أعضاء اللجنة، كان تأكيد أن عملها مستمر، ويحقق تقدماً ولا سيما في جنوب الليطاني الذي بات في عهدة الجيش، والتنسيق قائم ويومي مع رئيس اللجنة الموجود في فلوريدا، على قاعدة أن لا حاجة إلى وجوده في لبنان ما دامت الفرق التقنية التابعة للجنة تقوم بعملها بين بيروت والجنوب، كما أن التنسيق حاصل بين واشنطن وباريس في ظل وجود ممثل فرنسا في اللجنة في لبنان في شكل دائم.
في المعلومات أن الجنرال الأميركي سيحمل إلى المسؤولين الذين سيلتقيهم اليوم تأكيداً لالتزام اللجنة الاستمرار في عملها، وهو التزام أميركي في الدرجة الاولى، باعتبار أن واشنطن ملتزمة تماماً وتتابع عن كثب التطورات، وتضغط من أجل تفعيل عملها.
في المقابل، سيسمع طلباً لبنانياً مماثلاً لتفعيل هذا العمل وتحقيق النتائج المتوخاة منه في وقت أسرع، نظراً إلى ما يرتبه تعطيل عملها من استمرار إسرائيل طليقة اليد في الأجواء اللبنانية. وبحسب المعلومات، فإن رئيس الجمهورية سيدعو المسؤول العسكري الأميركي إلى أن تضاعف واشنطن الضغط على إسرائيل للجمها، وسيركز على ضرورة تأمين انسحابها من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها. وإلى جانب دعوته إلى تفعيل عمل اللجنة، سيدعو إلى زيادة التنسيق مع الجيش اللبناني عند وجود أي اشتباه، بما يحول دون حصول الغارات.
لن يغيب موضوع شمال الليطاني في تنفيذ اتفاق وقف النار عن المحادثات. وفي رأي اللجنة أن الاتفاق يشمل كل المنطقة وليس جنوب النهر حصراً كما يدعي "حزب الله". من هنا، سيكون التركيز على هذا الأمر بعدما أنجز انتشار الجيش في هذه المناطق، على أن ينتقل التركيز في ما بعد إلى النقاط الخمس تمهيداً لتحقيق انسحاب إسرائيل منها، باعتبار أنه لا يمكن البحث في أي انسحاب قبل انتشار الجيش في شمال الليطاني، علماً أنه بحسب مصادر اللجنة، فإن آلية اتفاق وقف النار تشمل كل لبنان.
وتشير مصادر اللجنة إلى أن استمرار احتلال إسرائيل لبعض النقاط الحدودية لا يزال يشكل مصدر قلق أساسي لها، رغم أن البند ١٢ من الاتفاق يؤكد التزامها الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها في الحرب الأخيرة. ومع تطبيق لبنان التزاماته في جنوب الليطاني، واستمرار الجيش في انتشاره، لم يعد لإسرائيل ما يبرر بقاءها في تلك التلال، علماً أن معظم الغارات الإسرائيلية يتم إبلاغ اللجنة بها قبل حصولها وفقاً للمعلومات التي تبلغها إسرائيل عنها، وهذا ما يجعل عمل اللجنة موضع شك، لجهة إمكان تغطيتها الاعتداءات الإسرائيلية.
اليوم، تشكل مسألة عدم العودة إلى الحرب أولوية بالنسبة إلى اللجنة، فضلاً عن إنهاء احتلال النقاط الخمس واستكمال نزع السلاح من مناطق الجنوب لخفض الاحتقان وتسهيل العمل السياسي والديبلوماسي لإعادة الهدوء إلى المناطق الجنوبية. وعليه، سيكون على جدول أعمال جيفرز توسيع عمل اللجنة ليشمل شمال الليطاني كما ينص الاتفاق.
تضم اللجنة العسكرية الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وإسرائيل، و"اليونيفيل"والجيش اللبناني، وهي لجنة تقنية عسكرية بقيادة أميركية، تدير عملها عبر تنسيق مباشر يرتكز على أنظمة رقمية مشفرة لتبادل المعلومات والإنذارات والإحاطة.