5 سنوات حاسمة... إما دولة لبنانية قبل 2030 أو "باي باي يا حلوين"...

5 سنوات حاسمة... إما دولة لبنانية قبل 2030 أو "باي باي يا حلوين"...

image

 

5 سنوات حاسمة... إما دولة لبنانية قبل 2030 أو "باي باي يا حلوين"...

لن يكون سهلاً للبنان أن يجد مكانه ضمن عالم المستقبل ولا حتى من باب العولمة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يبدو أن الواقع سيوفّر الكثير من السجالات السياسية اللبنانية - اللبنانية، حول كل ما يتعلّق بأفكار اللامركزية، والفيديرالية، والتقسيم، وتغيير النظام، أو تعديل النظام، أو "طائف" جديد... وكل ما يقع ضمن خانة البحث بمستقبل لبنان.

فالعالم الواقعي يُظهر لنا أن هناك عالماً جديداً يتشكّل، مقابل آخر يزول، وأن بداية الجديد قد تتمحور حول عام 2030. ومن هذا المنطلق، أسرعت العديد من الدول الى وضع رؤى اقتصادية وغير اقتصادية شاملة لمستقبلها، تدور حول عام 2030، وذلك منذ أكثر من عقد.

 

إبادة جماعية

فاعتباراً من تلك السنة، هناك اقتصادات شرعية وقواعد اقتصادية ومالية شرعية ستتبدّل لصالح أخرى مختلفة، وذلك بموازاة تحديات صحية، وتربوية، وبيئية، ومناخية، وعلى صعيد الثروات الطبيعية...، وتكنولوجية تُعنى بالوصول الى كل من وما يتنفّس على وجه الأرض،... وأخرى كثيرة غيرها، تُفيد بإمكانية زوال بلدان وتأسيس أخرى، وكفاح غيرها للبقاء، بشكل قد تسبقه وتعقبه ثورات وحروب حاسمة، تلامس المجاعات ومعارك الإبادة الجماعية، في كثير من الأحيان. وهذا ما يفسّر وضع الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية "النّاظِمَة" لحقوق الإنسان في المجالات كافة، جانباً، وبوتيرة أسرع منذ عام 2022.

 

وفّروا الكلام

وأمام هذا الواقع، وإذا لم يتغيّر لبنان بالشكل اللازم خلال مدّة زمنية قياسية بسرعتها، فهذا قد يعني أنه لن يكون موجوداً في المستقبل ليس لأن أحداً يحاربه أو سيحاربه، لا، بل لأنه لن يجد هو نفسه بنفسه، ومن تلقاء نفسه، أي مكان له لا على مستوى إقليمي، ولا على خريطة العالم. ولذلك، فليوفّر كل سياسي كلامه لنفسه، وليعمل على التغيير المحلي الضروري إذا كان يرغب ببقاء لبنان يحكمه، في المستقبل.

 

ترامب... 2029

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "المتغيّرات المرتقبة في كل القطاعات وداخل كل البلدان في العالم، جذرية. ولذلك، لن يكون هناك أي مكان للبنان بالفعل، إذا استمرّت أحواله على ما هي عليه الآن".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "رؤى 2030 و2035 و2040 تشوبها مطبّات كثيرة، حتى في أكبر البلدان، نظراً للتحديات المالية وغير المالية الكبرى التي تفرضها على الدول. ولا شكّ في أن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يحاول تسريع الخطوات العالمية باتجاه هذا العالم الجديد. ولكن مدّة ولايته الرئاسية تنتهي في 2029، أي انه سيرحل قبل عام 2030. وقد يعدّل الرئيس الأميركي الجديد بعد 4 سنوات بعض الأفكار، وينظر الى الواقع العالمي بشكل مختلف، لا سيّما أن الرؤى المرتبطة بالعملات الرقمية مثلاً، وإلغاء العملات التقليدية التي عرفها العالم، تبدو خيالية في جزء منها".

 

البلدان غير المحصّنة

وأشار المصدر الى أنه "لن يكون سهلاً للبنان أن يجد مكانه ضمن عالم المستقبل إذا استمرّ بوضعه الحالي، ولا حتى من باب العولمة. فعلى سبيل المثال، يطرح ترامب عولمة معيّنة، من خلال الحدود الجديدة للبلدان التي يُنادي بها، فيما ينسف هو نفسه العولمة من أساسها عندما ينادي بإقفال الحدود، وبفرض الرسوم الجمركية والضرائب، واعتماد سياسات الحمائية، والخروج من المواثيق والاتفاقيات المرتبطة بالصحة العالمية، والمناخ العالمي، والبيئة العالمية، وحقوق الإنسان العالمي، وغير ذلك أيضاً. وبين الشيء ونقيضه، لن يكون سهلاً للبلدان غير المحصّنة أبداً ضدّ الأزمات الشديدة التي تولّدها تلك الفوضى، كلبنان، أن تحفظ مقعدها بين الدول".

وأضاف:"صعود اليمين القومي والوطني في أوروبا، يدلّ على أن المستقبل لن يكون سهلاً أيضاً. وتبقى الصين التي يبدو أنها ستكون العنوان الأساسي القادم في الاقتصاد على الأقلّ، ولكن ليس بشكل واضح المعالم تماماً".

وختم:"في تلك الأجواء، سيسهل التعامل مع ملف إيران مستقبلاً. فخلال عام واحد ربما، إما تذهب طهران في طريق تسوية تاريخية تُسقِط نظامها من الناحية التأثيرية، إذا وافقت على ما تطلبه الولايات المتحدة الأميركية، أو تتّجه (طهران) الى مواجهة ستُسقِط نظامها بشكل عملي ونهائي، لأنه سيفقد كل هيبته فور خوضه أي نوع من المواجهات العسكرية المباشرة".