السلام الكردي - التركي... خطوة 1 بعد 16 شهراً من حرب غيّرت المنطقة الى الأبد...

السلام الكردي - التركي... خطوة 1 بعد 16 شهراً من حرب غيّرت المنطقة الى الأبد...

image

السلام الكردي - التركي... خطوة 1 بعد 16 شهراً من حرب غيّرت المنطقة الى الأبد...

هناك مفاوضات بين أميركا وطهران وإذا لم تُحَلّ المشاكل بالتفاوض فسيحصل ذلك بالحرب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هو خلط كبير جداً للأوراق، أحدثه زعيم حزب "العمال الكردستاني" المسجون عبد الله أوجلان، عندما دعا جماعته الى إلقاء سلاحها وحلّ نفسها، وذلك بعد 16 شهراً من حرب غيّرت مجرى الأحداث في الشرق الأوسط استراتيجياً، وأظهرت أن لا فصيل مسلّحاً قادراً على فرض شروطه على أيّ كان، لا بأسلحته ولا بمقاتليه، ولا بأي دعم إقليمي أو دولي يتمتّع به.

 

كيانات مستقلّة

وإلقاء السلاح هذا لن يكون مجانياً طبعاً، لأنه سيفتح أبواب النّقاش حول الاعتراف بالشعب الكردي وحقوقه السياسية والاجتماعية والثقافية مستقبلاً، بشكل سيؤثّر على مستقبل الحكم التركي، وعلى دستور تركيا التي سيتوجّب عليها الاختيار بين حقوق الأكراد من دون سلاح من جهة، وبين رفضها لكلّ شيء، والدخول في حرب كبرى ضدهم، من جهة أخرى. هذا مع العلم أنه لا يمكن لتركيا حَسْم حربها ضد الأكراد من دون دعم أميركي، لن تمنحه واشنطن لأنقرة بأي حال من الأحوال، مهما حاول الأتراك نَيْله.

في أي حال، يخلط موقف أوجلان أوراق الأحداث في الجوار التركي أيضاً، السوري والعراقي والإيراني، وعلى مستوى الطموحات الدرزية، والعلوية... بدول أو كيانات مستقلّة، في عزّ التحولات الإقليمية والدولية الكبرى.

 

السلام أو الحرب...

وضع مصدر واسع الاطلاع "ما يحصل في المنطقة ضمن إطار حركة جديدة ومشاريع جديدة تمهّد للسلام الكامل بين إسرائيل والدول العربية. فـ (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يريد سلاماً في أيامه، وإذا نجح بما يقوم به في أوكرانيا، فسيُصبح موقفه أقوى في الشرق الأوسط أيضاً، لأن الروس سيفعلون كل ما يريده هنا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "تبقى قضية إيران في المنطقة الآن. فهناك مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وطهران حالياً، وإذا لم تُحَلّ المشاكل بالتفاوض، فسيحصل ذلك بالحرب، وبأمر أميركي يُعطى لإسرائيل في هذا المجال ضمن مدى زمني غير بعيد تماماً".

 

تغيير الدور

ورأى المصدر أن "خطوة أوجلان قد تُجبر إيران على تغيير سياساتها بشكل أسرع، وعلى الاتّجاه نحو التهدئة والسلام، لا سيّما أن طهران تفقد أذرعها، وهي تعاني من مشاكل داخلية واقتصادية كبيرة جداً".

وختم:"تغيير بنية النظام الإيراني ستُريح المنطقة. هذا مع العلم أن هذا النظام ما عاد قادراً على لعب أدواره السابقة كما كان يفعل في الماضي. فإيران هي التي قسّمت العالم الإسلامي، وفجّرت صراعات القوميات وحروب الطوائف فيه، ولكنها باتت مُجبَرَة على تغيير وظيفتها وأدوارها الآن".