ترامب يفاوض على الرهائن و"ريفييرا" فماذا عن مستقبل الحرب ولبنان؟...
عبد القادر: يبدو أن هناك إصراراً إيرانياً على أن المقاومة في لبنان باقية الى ما لا نهاية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أي مفاوضات على وجه الأرض، وفي أي بلد أو ملف، تعني "أخذ وعطاء"، وهو ما يعاكس سياسة الحسم.
مفاوضات مباشرة
وفي هذا السياق، كان لافتاً جداً ما أعلنه "البيت الأبيض" عن أن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر يملك سلطة التحدث إلى أي شخص، في إطار جهوده للتوصل إلى نهاية للحرب في غزة، وذلك فيما تجاهلت المتحدثة بإسم "البيت الأبيض" كارولين ليفيت سؤالاً حول ما إذا كانت المفاوضات الأميركية مع حركة "حماس" تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة القديمة بعدم التفاوض مع التنظيمات التي تعتبرها إرهابية.
وانطلاقاً من هذا الواقع، ومما كُشِفَ عن محادثات أميركية مباشرة مع "حماس" في قطر لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وعن أن تلك المحادثات يمكن أن تتجاوز ملف الرهائن، لتصل الى النّقاش المشترك مع "حماس" حول رؤية ترامب لمستقبل القطاع كمشروع عقاري كبير، يبدو أنه سيكون للحركة كلمة مهمّة في مستقبل غزة، وذلك رغم تهديدات الرئيس الأميركي بين الحين والآخر.
حرب طويلة؟
فهل يُعمَل على إطالة مدّة الحرب في غزة، وبالتالي في المنطقة؟ وما علاقة كل ما سبق ذكره، مع ما تحدث رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير عنه، على صعيد أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون مستعداً لحرب استنزاف طويلة الأمد ومتعددة الجبهات، داعياً إلى جيش موسَّع وميزانية دفاع أكبر لمواجهة التحديات؟ وما هو مصير الجبهة اللبنانية بمدى بعيد، في تلك الحالة؟
خطة جديدة...
رأى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن "الأهداف الإسرائيلية في غزة لم تتحقّق، باستثناء الإفراج عن عدد من الرهائن. ويبدو أن سبب رفض إسرائيل فتح الحوار حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، هو أن لديها مُخطّط مختلف لا يستعجل الوقف التام للقتال، وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بما أن الأهداف الإسرائيلية لم تتحقّق، فإن إسرائيل قد تكون بصدد وضع خطة جديدة من أجل القضاء على "حماس". فما أظهرته الحركة من خلال العراضات التي نفّذتها عند كل جولة لتسليم رهائن، تُظهر أنها لا تزال بقوة كافية للمقاومة والقتال ضدّ إسرائيل في القطاع".
نصيحة؟
وذكّر عبد القادر بأن "إسرائيل تحدثت منذ بداية الحرب عن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة كأحد الأهداف الأساسية لديها. وهو ما تبنّاه ترامب في الخطة التي طرحها بمنطق تجاري، لإخلاء القطاع من السكان وإعادة إعماره وتحويله الى ريفييرا الشرق الأوسط. ولكن هذا الموضوع لقيَ رفضاً قاطعاً من قِبَل كل الدول المعنية في المنطقة. وهذا ما استدعى عقد قمة خماسية في الرياض، ومن ثم قمة عربية طارئة في القاهرة، خرجت بمقررات مع خطة لإعادة إعمار غزة من دون تهجير سكانها".
واعتبر أنه "بعد الرفض الإقليمي، خصوصاً من جانب دول حليفة لأميركا مثل الأردن ومصر، قد يكون بعض أعضاء إدارة ترامب نصحوه بضرورة فتح حوار مباشر مع "حماس" للتوصّل الى صيغة معيّنة تطلق سراح كل الرهائن الأميركيين والإسرائيليين دفعة واحدة. فهل سينجح هذا المسعى الاميركي القائم على مشاورات مباشرة مع الحركة؟ لا أدلة تامة على أن تلك المباحثات ستكون سهلة، وذات نتائج حاسمة".
لبنان...
ورداً على سؤال حول مستقبل لبنان السياسي والعسكري وسط كل تلك الأجواء والاحتمالات، أجاب عبد القادر:"من الناحية المبدئية، وانطلاقاً من موقف الدولة اللبنانية الملتزم بتطبيق القرار الدولي 1701، يمكن الحديث عن أن هناك فصلاً كاملاً من الناحيتَيْن الدولية واللبنانية، بين مسار الحرب في غزة ولبنان. ولكن يبدو أن "حزب الله" يستحسن لعبة مزدوجة، تقوم على تأكيد أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أنهم تحت سقف اتفاق الطائف، فيما تحتفظ إيران بكلام آخر ضمن هذا الإطار. فالالتزام باتفاق الطائف يعني التخلّص من سلاح "الحزب". كما أن الالتزام بالقرار 1701 يشمل القرار 1559 أيضاً، الوارد في مقدمة الـ 1701 الذي يقوم عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الاتفاق الذي اعترف به الرئيس نبيه بري وقيادة "حزب الله"، ووقّعته الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس السابق نجيب ميقاتي".
وختم:"الفصل بين لبنان وغزة بات كاملاً. ولكن يبدو أن هناك إصراراً إيرانياً على أن المقاومة في لبنان باقية، وبألف خير، وبأنها ستستمر الى ما لا نهاية في القيام بدورها التقليدي كمقاومة وكدويلة داخل دولة لبنان. واللغة الإيرانية تلك تناقض كلام رئيس الجمهورية (جوزف عون) سواء خلال القمة العربية في القاهرة، أو في خطاب القسم، كما تتناقض مع البيان الوزاري الذي اعتمدته حكومة (الرئيس نواف) سلام، والتي يشارك فيها وزراء من حصّة "حزب الله".