الاندفاعة الاميركية مستمرة... وهذه هي تفاصيل الحل الديبلوماسي!
التوصل الى "الطوق الامني" لا يعني الاعتراف بدولة اسرائيل لكنه يضع حدا للحروب
عمر الراسي - "اخبار اليوم"
بعدما اطلقت اسرائيل سراح 5 أسرى لبنانيين، دخلت المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس مجددا على الخط، معلنة بحسب بيان وزعته السفارة الاميركية في بيروت امس، "أنها ستجمع لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل دبلوماسي للعديد من القضايا العالقة بين البلدين: إطلاق سراح السجناء اللبنانيين، والنقاط المتنازع عليها المتبقية على طول الخط الأزرق، والنقاط الخمس المتبقية حيث لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة". وقالت: "سنباشر بتشكيل مجموعات لإطلاق المشاورات بين البلدين". وأضافت: "على الدّولة اللبنانية إعادة إعمار جنوب لبنان وليس حزب الله".
ويرى مرجع سياسي عليم ان ما يطرحه الجانب الاميركي قابل للتنفيذ، خصوصا انه يأتي في سياق الاندفاعة الاميركية القوية تجاه لبنان التي اتت بكل "المنظومة الجديدة والواعدة"، معتبرا ان "الوعد" قد يتقلص او يتوسع ولكن هناك نافذة امل، لا سيما بعد الحرب الدموية التي خاضها العدو الاسرائيلي ضد لبنان، فدمر جزءا كبيرا منه وقضى على قوة حزب الله الردعية بصورة شبه كاملة.
في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، اشار المرجع الى ان الاندفاعة الاميركية مستمرة اقله على المدى المنظور، لدعم القرار 1701 وآلية تنفيذه على مستوى الترتيبات الامنية والتطبيقية، وايضا لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس الاستراتيجية جنوب لبنان، والعمل على اطلاق الاسرى.
وما هو الحل الديبلوماسي؟ يؤكد المرجع انه لم يعد هناك شيء ممكنا بقوة السلاح، بل حصرية السلاح بيد الدولة اصبحت متاحة، وعندها يأتي دور الديبلوماسية للقيام بعملها.
هل ذلك سيقود في نهاية المسار الى "التطبيع"؟ يجيب المرجع: هذا ما سمعناه عند الترسيم البحري، ولكن ما حصل هو تحديد للحدود مع اسرائيل، وليس اكثر، وبالتالي اذا اعتمد العهد الجديد والحكومة الآلية ذاتها التي اعتمدت في عهد الرئيس السابق ميشال عون في البحر فلا مجال للكلام عن تطبيع.
ويشير المرجع الى ان الترسيم البري معطوفا على البحري يثبت حدود لبنان المعترف بها دوليا، على ان تعترف بها اسرائيل ايضا، وبالتالي ينشأ طوقًا امنيًا يضع حدّاً لما يسمى اثار وتداعيات الحروب المؤلمة والمكلفة العالية جدا على لبنان، حيث ان الحرب الأخيرة انهت بشكل عملي مقاومة لبنان الحربية التي كان يمارسها حزب الله.
ويشدد المصدر على ان "الطوق الامني" لا يعني الاعتراف بدولة اسرائيل، لان لبنان متمسك بمبادرة بيروت للسلام في العام 2002 التي تؤكد حل الدولتين، كما ان لبنان متمسك بانه لن يكون اول دولة توقع مع اسرائيل معاهدة سلام، ولكن في المقابل لن يكون لبنان واسرائيل في حالة حرب مستمرة وعداء بالمعنى التقليدي الحربي.
ويتابع المرجع: حزب الله يعلم ذلك، بدليل انه اشترك او دخل في موضوع الاندفاعة ولم يتصدى لها لا سياسيا ولا ديبلوماسيا، قائلا: حسنا فعل الرئيس نبيه بري حين استوعب الامر ولمّ شمل الطائفة الشيعية، وحسنا فعل يوم امس خلال اجتماعه مع اللجنة الخماسية حين توجه الى السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون عندما قال لها – وفقا لمحضر الاجتماع- انه لا يمكن للبنان ان يقبل في استمرار الاحتلال والخروقات الجوية وتدمير القرى ومنع اعمارها....
وردا على سؤال، يؤكد المرجع ان لبنان لن يستسلم للعداء الاسرائيلي ولكن من الضروري تثبيت الحدود المعترف بها دوليا بكاملها من ضمنها البت بموضوع مزارع شبعا، بعد ارسال الوثائق السورية الى الامم المتحدة.
ويختم مشددا على ضرورة ان يكون لبنان قد نال كامل حقوقه في اي مسار ديبلوماسي.