بعد النووي في 2015... اتّفاق 2025 الأميركي - الإيراني بأكثر من 800 مليار دولار؟؟؟...
الحداد: منطق الصفقات لا يصلح مع كل الأنظمة ووضع إيران مختلف عن أوكرانيا
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هل كل ما تريده الولايات المتحدة الأميركية من إيران، هو التفاوض على المدى الذي يمكن لصواريخها الباليستية أن تصل إليه، وعلى برنامجها النووي وضمان عدم تحويله الى برنامج عسكري، ولا في أي يوم من الأيام، وعلى مستقبل التنظيمات الشرق أوسطية المسلّحة المرتبطة بطهران، حصراً؟
وماذا عن منطق الصفقات الذي يتحكم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الى درجة جذبته لإنهاء الحرب في أوكرانيا بضمانات من مستوى اتّفاقية معادن نادرة، وثروات؟
800 مليار دولار
وفي هذا الإطار، ماذا عن ثروات إيران التي تُشير بعض الأرقام والتقديرات الى أنها أوسع من النفط والغاز الطبيعي بكثير، والى أنها تشمل نحو 60 مليار طن من الاحتياطيات المعدنية، التي تصل قيمتها الى نحو 800 مليار دولار؟
فهذا الرقم يعني الكثير حتماً، لرئيس مثل دونالد ترامب. فهل يُكتَب حبر أي اتفاق أميركي - إيراني مُحتَمَل في عام 2025، بالمعادن والأحجار الكريمة والثروات الإيرانية، وذلك الى جانب النووي والباليستي، وغيرها من الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية؟
ليست أوكرانيا...
أشار العميد المتقاعد دانيال الحداد الى أن "أي اتّفاق أميركي - إيراني يتمحور حول الثروات الإيرانية لا يزال بعيداً الآن، لأن إيران تختلف عن أوكرانيا كثيراً. ففي مرحلة أولى، ستقتصر المفاوضات على ملفات الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي والمسيّرات. وأما إذا تطورت العلاقات والتفاهمات لاحقاً، فمن الممكن حينها إبرام اتفاقيات بشأن الثروات الإيرانية".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "النقاشات تتمحور أيضاً حول مشاكل كبيرة وبعيدة، وحلّها ليس سهلاً تماماً، ومنها ما يتعلّق بمستقبل الجماعات المرتبطة بإيران كالحوثيين و"الحشد الشعبي" وغيرهم. وبالتالي، منطق الصفقات لا يصلح اعتماده مع كل الأنظمة. فإبرام صفقة في أوكرانيا ممكن بعدما استعملت الإدارة الأوكرانية المليارات من المساعدات الأميركية، وفشلت بالحرب. وأما وضع إيران، فمختلف بالكامل".
استقرار؟
ونبّه الحداد من أن "المعادن الأوكرانية نفسها قد لا تكون بالشكل الذي يُحكى عنه أيضاً. فزيلينسكي يعدهم بثروات ليحصل على أسلحة، ولكن قد لا يكون هناك الثروات الطبيعية التي يتصوّرها البعض في أوكرانيا. فضلاً عن أن لدى الحرب الروسية - الأوكرانية خصوصية مختلفة عمّا هو الحال بالنسبة الى إيران".
وأضاف:"أي اتّفاق أميركي - إيراني سيشكّل خطوة كبيرة لمرحلة من الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى صعيد القضية الفلسطينية. ولكن الأمور صعبة عموماً، سواء في الشرق أو في الغرب، بعدما دخل العالم كلّه ضمن مرحلة جديدة من الصراعات المتعدّدة في شتّى المجالات. فالتطور أحدث زيادة في الحاجات لدى الشعوب التي زادت أعدادها أيضاً، وهو ما يُبرز الحاجة الى أموال أكثر، واقتصادات أكبر".
وختم:"يبلغ حجم الدَّيْن الأميركي 36 تريليون دولار، ويعمل ترامب بشتّى الطُّرُق ليوقف العجز بالموازنة الأميركية، حتى لا تصل الولايات المتحدة الى مرحلة الاضطرار للإعلان عن الإفلاس. ومن هذا المنطلق، هو يعمل الآن على منطق الصفقات، وعلى الإصلاح الإداري الداخلي لتخفيف النفقات، وعلى وقف المساعدات الخارجية، وفرض رسوم جمركية. ولذلك، نحن ضمن عالم يشهد متغيّرات في كل شيء، ويحتاج ظهور نتائجها الى وقت".