فترة السماح لم تنته بعد... لكن منسوب التفاؤل بدأ يتراجع؟!
ملفا الانقاذ والاعمار لم يتحركا بعد والحزب يرفع "السعر والسقف"
عمر الراسي- "أخيار اليوم"
هل منسوب التفاؤل المرتفع الذي سجل في الشهرين الماضيين بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل حكومة العهد الاولى بدأ ينخفض، في ضوء التوترات أكان الحدود الشرقية او الجنوبيةاضف الى ذلك ان الملفات الكبرى على مستوى اعادة الاعمار ومعالجة الازمة الاقتصادية لم تتحرك بعد؟!
يقول مصدر واسع الاطلاع على المجريات المحلية والخارجية، ان حكومة سلام نالت الثقة منذ نحو ثلاثة اسابيع وبالتالي هي تحظى بفترة سماح لمدة ثلاثة اشهر او مئة يوم قبل الحكم عليها، ولكن يستدرك المصدر للقول: هناك بعض المؤشرات التي تدعو الى القلق او الى التنبه؟
ويشرح المصدر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" انه في مقابل الاصرار على تطبيق القرار 1701 ومن ضمنه القرار 1680 المتعلق بضبط الحدود وتحديدا مع سوريا، هناك العديد من التقارير الغربية تفيد عن كميات من المال – ليست بقدر ما كانت في السابق ولكن لا يمكن الاستهانة بها- تصل الى حزب الله منبعها الاساسي ايران، لكنها تدخل لبنان عبر دول اخرى كتركيا والعراق وليبيا... وهذا ما يقلق الدول المعنية بالملف اللبناني اكانت غربية او عربية.
وفي موازاة ذلك، يرى المصدر ان تفلت الاوضاع في سوريا، ظهّرت عودة حزب الله للتحرك لا سيما على مستوى التسلح، كما ان الاستهدافات الاسرائيلية التي تطال عناصر فاعلين على الارض تؤكد هذا المنحى.
ويشير المصدر الى ان الولايات المتحدة ابلغت العواصم المعنية مباشرة والاطراف المحلية بان لا عودة الى الوراء في موضوع حزب الله، وبالتالي لن يبقى جناحا عسكريا له، قائلا: هذا القرار قد اتخذ لكن السلام والتطبيع من السابق لأوانه لان الاولوية الآن هي لملف السلاح، حيث على حزب الله ان يأخذ العبر.
لكن، يتابع المصدر، ان حزب الله لم يتجاوب بعد وربما يلعب مباراته الاخيرة خصوصا وانه يرى نفسه في موقع الـ " Win win" كونه يختزل الشيعة فاذا ربح او خسر لا بد من ان يحصل التفاوض معه... وبالتالي يسعى الى رفع "السقف والسعر" حتى وان لم تعد الامرة في يده.
وفي الشأن السياسي الحكومي، يعتبر المصدر عينه ان هناك نوعا من الاستغراب من سلوك الحكومة اذ ليس هذا الاداء ما كان منتظرا، كاشفا عن رسائل غربية عدة وصلت الى لبنان بعد موقفي نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزيرة البيئة تمارا الزين بشأن سلاح حزب الله المختلفين تماما عن بيان الحكومة وخطاب القسم والمواقف التي يعبّر عنها رئيس الجمهورية جوزاف عون بشكل يومي. ويقول: هذا الموضوع قد ينعكس سلبا على الوضعية الاقتصادية للبنان حيث لم يتحرك ساكن على هذا المستوى.
واللافت ايضا، بحسب المصدر، انه لغاية اليوم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري لم يزر السراي الحكومي الامر الذي يعتبر سابقة، قد تشير الى عدم الرضى السعودي.