انتخابات قطاع الاتصالات... بين الطائفية والعمل النقابي
مارك عون لـ"أخبار اليوم":حقوق الموظفين لن تتحصل من خلال الحديث الطائفي
سيرينا الحداد - وكالة "أخبار اليوم"
اقترب موعد انتخابات نقابة الموظفين في شركتي ألفا وتاتش، وهذا القطاع كغيره، يواجه تحديات عدة ويحتاج الى برنامج عمل من أجل وضع الأمور على السكة الصحيحة وابعاد الفساد والذبذبات عنه.
وبما ان قطاع الاتصالات يعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد فان المطلوب هو تحقيق التوازن والمساواة بين جميع الموظفين والعاملين فيه، الامر الذي يحتاج الى جهد من النقابة لتحقيقه.
ومعلوم في أن الحديث الطائفي حاضر في كل استحقاق انتخابي، ما يحدث اشكالية كبيرة داخل تلك المؤسسات. وهذا أكثر ما يقلق نائب نقيب موظفي الفا وتاتش مارك عون والمرشح لمنصب النقيب، فيقول في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ان المنحى الطائفي الذي تتخذه انتخابات النقابة مستغرَب حتى الحديث عن الطائفية غير مقبول نظرًا الى ان جميع العاملين في القطاع أصحاب اختصاص ووعي ومدركين أن حقوقهم واستمراريتهم بالعمل وضمان مستقبلهم لن يتحقق بواسطة الطائفية.
وكان عون نقيبًا للموظفين من العام 2021 حتى عام 2023 من ثم استلم النقيب الحالي نبيل يوسف، وخلال هذه السنوات لم يكن العمل النقابي وفق أسس طائفية وتوازن بين المسيحيين والمسلمين والدروز، بل عمل نقابي بحت.
وهنا يعلق عون قائلا: اذا ارادت النقابة القيام بالزيارات السياسية للبحث بملفات تتعلق بقطاع الاتصالات او وزارة العمل فنذهب كفريق من مختلف الطوائف. وهنا الاتكال على الموظفين لعدم الانجرار خلف الحديث الطائفي وتخريب أكثر القطاعات ترتيبًا ومصدر للأموال.
عن الأسباب الذي ادت الى التعاطي بلغة طائفية، قال عون: عندما يعجز الفرد عن ايجاد حجج مقنعة وبرنامج عمل لتقديمه في الانتخابات، فانه يلجأ الى تجييش العواطف والحديث بطائفية لشد العصب. فعلى سبيل المثال، اللائحة التي شكلتها تتضمن كل الجهات السياسية، وهذا ما فاجأ بعض الأشخاص المنفردين بالتالي طالبوا بشطب المرشحين من المذاهب الاسلامية، وهذا يخرج عن أخلاقيات العمل النقابي.
واذ حذر من ان الحديث الطائفي يقتل الوطن، مشددًا على ان قطاع الاتصالات هو القطاع الوحيد الذي قام باضراب عام 2021 من أجل اعادة التأمين المسلوب من الموظفين بحجة اللولار، وقد نجحنا بذلك فتمكن الموظف من الطبابة هو وعائلته بالدولار، كما المستحقات القديمة التي اعيدت للأفراد، فالأساس هو تحصيل حقوق الموظفين نظرًا الى أنهم الحجر الاساس للقطاع.
واضاف: منذ عام 1994 نحارب من أجل الاستمرارية وابعاد الطائفية من العمل النقابي، مؤكدا ان هذا القطاع ليس حكرا على احد، جازما: من غير مقبول ان اكون نقيبًا لموظفين من طائفة واحدة.
وعن العلاقة بين النقابة وادارة الشركتين، قال عون: نحن متعاقدون مع شركات خاصة ونخضع للضمان. وتجدر الاشارة الى ان هناك موظفين غير حاصلين على الضمان ويلاحقون الموضوع وملاحقة المستحقات القديمة وجنى عمر الموظفين.
وتابع: هذا العمل هو استمرارية وشخصنة الأمور ليست مقبولة لأنها تتحول الى حقد يشوه صورة الانتخابات.
وهنا اعطى عون مثالًا عن لائحته التي تجمع كل الاحزاب السياسية وهذا امر "جديد" ويشكل سابقا اذ كانت اللوائح الحزبية هي التي تخوض المنافسة.
وخلص عون الى التأكيد ان أساس العمل النقابي هو ابعاد التعصب الطائفي والمنحى الحزبي وتأمين التوافق والتوازن بين مختلف الجهات.