"OTV": في الثالث عشر من نيسان قبل نصف قرن في يوم أحد من عام 1975 انفجر الوطن
ولكن بعد خمسين عاما ماذا تغير؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV" المسائية
ان يستذكر شعبٌ المآسي التي حلّت به، ليستخلص العبر، فيتصارح ويتسامح لمنع التكرار، فتلك نعمة.
اما ان يحيي كيان عمره مئة عام تقريبا، ذكرى خمسين عاما على حرب لا تزال كل اسبابها قائمة، لا بل زادت، فتلك نقمة ما بعدها نقمة.
غدا، الثالث عشر من نيسان 2025.
في الثالث عشر من نيسان قبل نصف قرن، في يوم احد من عام 1975، انفجر الوطن.
انفجر، لأن آليات النظام السياسي لم تكن تسمح بتطوره التلقائي.
انفجر، لأن مقاربة القضية الفلسطينية وخطر التوطين وسبل الدفاع عن لبنان في مواجهة اطماع اسرائيل كانت تتناقض بين اللبنانيين.
انفجر لأن الانتماء الى الوطن لم يكن اولوية، والرهانَ على البندقية غير اللبنانية كان خيارا مقبولا.
انفجر، لأن الانماء لم يكن متوازنا، والمسألة الاجتماعية كانت ضاغطة.
ولكن بعد خمسين عاما، ماذا تغير؟
المبالغة بالايجابية، تقتضي الانكار الكامل والترداد الببغائي بأننا تعلمنا و”تنذكر وما تنعاد”.
والمبالغة بالسلبية، تؤكد ان المأساة
غدت مرضا مستعصيا على كل علاج: فاشكالية السلاح الفلسطيني بأيدي فلسطينيين صارت اشكالية السلاح الايراني بأيدي لبنانيين ومن لون مذهبي معين.
وخطر التوطين الفلسطيني صار ايضا سورياً بوجود ما يقارب المليوني نازح سوري بلا اي افق للحل.
والانماء اللامتوازن، صار اوسع نطاقا، ويعم البلاد، بعدما كانت الشكوى منه في مناطق محددة ولدى فئات معينة.
والمسألة الاجتماعية أضحت اكثر كارثية في ضوء الانهيار المالي التاريخي والكساد الاقتصادي المستدام.
اما الانتماء للوطن، فمعياره تعدد الولاءات، من دولة الى الدولة، وفي ما بين الموفدين والسفارات…
قبل الفي عام، دخل يسوع اورشليم، منتفضا على كل ما اصاب الشعب من موبقات اغرقته في مستنقع الاحتلال والفساد والتحلل.
فعسى الحقَّ يدخل اورشليم اللبنانية، فيقلب المشهد من العبودية الى الحرية، ومن الافلاس الى الازدهار، ومن الفشل الى النجاح لتتحول السنوات الخمسون، لا ذكرى نصف قرن على مصيبة، بل يوبيلا ذهبيا لدرس تعلمناه ولن ننساه.