انتخابات بيروت: مساعٍ لجمع الأضداد وتوجّس من اقتراع طائفي يطيح المناصفة
النواب "التغييريون" لن يقفوا متفرجين على "ما تخطط له أكثر من جهة حزبية"
رضوان عقيل - "النهار"
لا أحد يضمن إجراء الانتخابات البلدية في بيروت بـ"هدوء" في ظل عدم تمكن نوابها والأفرقاء من التوصل إلى تحقيق المناصفة المهددة بقوة هذه المرة بين الأعضاء الـ24 المسلمين والمسيحيين.
وما زاد مساحات الغموض في انتخابات العاصمة هو التأكيد غير المفاجئ لأصحاب الشأن والمتابعين أن "تيار المستقبل" لن يشارك في الاستحقاق في شكل مكشوف، ولا سيما أن الرئيس سعد الحريري مستمر في عزوفه. ووصلت رسالته مبكرا إلى الرئيس نبيه بري الذي قطع الطريق بدوره على أي تعديل لقانون البلديات من نوع التوجه إلى لوائح مقفلة في بيروت. ومن هنا لن يتوجه إلى جلسة تشريعية، مع تأكيده ضرورة تثبيت المناصفة والدخول في أوسع تحالف سياسي - عائلي يمكن توصيفه بـ"الأضداد". ولا يبدو أن الطريق معبدة أمام بناء هذا النوع من خريطة التحالف التي ستجمع، إذا كتبت لها الولادة، كل الفئات المسيحية على تشعباتها السياسية، وصولا إلى أفرقاء النواب السنّة وليس كلهم مع الشيعة والدروز. ولن تتحقق خطة كل هذه المكونات المذهبية والحزبية ما لم يصبّ الخزان السني في هذه اللائحة.
ولا شك في أن عدم وضوح الرؤية السنية في العاصمة سيؤدي إلى خلط الأوراق، رغم توافق أكثر القوى السياسية والنيابية على اسم المهندس بسام برغوت ليكون رأس اللائحة المنتظرة.
في هذا الوقت، يتم التوقف عند ما سيقدم عليه النواب السنّة من خيارات، فيما يتابع النائب فؤاد مخزومي اتصالاته المفتوحة في الأصل مع القوى المسيحية في الأشرفية. وتقدم أمس مع النواب غسان حاصباني ونقولا صحناوي ونديم الجميل وفيصل الصايغ وبلال الحشيمي باقتراح قانون لتعديل بعض أحكام قانون البلديات والنصوص المتعلقة ببلدية بيروت وتطبيق اللوائح المقفلة. وينشط مخزومي أيضا على أكثر من خط سني للتوصل إلى لائحة ائتلافية تعمل على تأمين المناصفة التي دونها عقبات وألغام عدة. ويظهر أن تفكيكها لا يتم بسهولة وسط خشية أن يقدم ناخبون من طوائف مختلفة على صب أصواتهم في صناديق الاقتراع على طريقة تصويت "أبناء القبائل".
وثمة جهات سنية لا تعترض على تطبيق المناصفة في بيروت وسط حماسة كثيرين من الغيارى عليها، فتأتيهم أصوات تسألهم عن تمثيل المسلمين في بلدية زحلة، مع التذكير بعدم وجود مسيحيين ولا علويين في بلدية طرابلس.
في المقابل، يتحضر النواب "التغييريون" لهذا الاستحقاق بهدوء وخطوات وطنية ومدروسة. ويؤكدون أنهم لن يقفوا متفرجين على "ما تخطط له أكثر من جهة حزبية تعمل لضرب المناصفة".
وتختصر النائبة بولا يعقوبيان التي تتعاون مع زميلها إبرهيم منيمنة وزملاء لهما وفاعليات عدة، الأجواء بأنها "تعبر عن نبض العاصمة وجمع أهلها"، مؤكدة أنهم سيتصدون للوائح "الذئاب الكاسرة".
في خضم كل هذه الحساسيات من هنا وهناك، سيعمد "التغييريون" إلى مواجهة القوى الحزبية والنيابية، وفي حال حصول المفاجأة الكبرى وتمكنهم من إيصال 13 مرشحا، بغض النظر عن طوائفهم، فإن رئاسة المجلس البلدي ستكون في قبضتهم ليوصلوا من خلالها رسالة إلى الأحزاب قبل سنة مفادها "إلى اللقاء في الانتخابات النيابية".