جنبلاط مع تحصين البيت الدرزي وهواجسه تتخطى الانتخابات البلدية والنيابية

جنبلاط مع تحصين البيت الدرزي وهواجسه تتخطى الانتخابات البلدية والنيابية

image

جنبلاط مع تحصين البيت الدرزي وهواجسه تتخطى الانتخابات البلدية والنيابية
تلاق بلدي جنبلاطي - أرسلاني في أكثر من بلدة بدءا من الشويفات وحاصبيا

رضوان عقيل -  "النهار"

يخوض الحزب التقدمي الاشتراكي الانتخابات البلدية بمساحة كبيرة من التلاقي والجمع في البيت الدرزي، ولو على حساب الحزبيين، مع توقفه عند خيارات العائلات والتنسيق مع الأرسلانيين. ولا يمانع وليد جنبلاط في انسحاب هذا المناخ على الانتخابات النيابية.


من دون مقدمات، أبلغ جنبلاط نواب "اللقاء الديموقراطي" وقيادة حزبه وقواعده في الشوف وعاليه والمتن وصولا إلى راشيا وحاصبيا بترك قرار الخيار للعائلات وفاعلياتها لإنتاج مجالسهم، والتدخل عندما تدعو الحاجة في البلديات الكبرى والتي تحمل بعض الحساسيات. وهذا ما اتفق عليه التقدمي مع رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان. وترك جنبلاط كل المراجعات البلدية في مختلف مناطق انتشار حزبه لنجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، الأمر الذي يساعده ويؤهله أكثر في معمودية التحضير للانتخابات النيابية، مع تشديد الأب على عدم إقصاء الفاعليات العائلية في البيئة الدرزية، وإعطاء الشباب فرصة لتحمل مسؤولياتهم في إدارة مجالسهم المحلية، واحترام المزاج العام في الشارع، ودعوته إلى التعاون مع المسيحيين في مختلف البلدات المختلطة وضرورة الحفاظ على تمثيلهم في المجالس البلدية والاختيارية.
ولا يبدو أن لـ"التغييريين" حضورا ظاهرا في البلدات الدرزية، فيما يتحضر الحزبان التقدمي والديموقراطي اللبناني لـ"محاسبتهم" في صناديق الاقتراع في صيف 2026. وقد اتخذ النائب مروان حماده قرار الوقوف على مسافة واحدة من المرشحين في بعقلين. ويترك الوزير السابق وئام وهاب الانتخابات لخيارات العائلات، وتتجه الاتصالات في بلدته الجاهلية إلى شبه تزكية في مجلسها البلدي، الأمر الذي يظهر أن البيئات الدرزية تتجنب كلها الوقوع في أي حساسيات جراء الاستحقاق البلدي.
ويلخص قيادي في الحزب التقدمي المسار البلدي الذي يتم اتباعه كالآتي:
- عدم توجه الحزب إلى خوض الانتخابات البلدية على شكل معارك، مع ترك العملية للعائلات لتقرر وتفرز ممثليها في المجالس، واحترام التوازنات والأعراف في القرى وعدم القفز فوقها على غرار ما يحصل في بيصور، التي تُطلق على واقعها تسمية "الدستور البيصوري" القاضي بتبادل رئاسة المجلس بين أكبر عائلتين فيها.
- عند حصول أي خلل في أي بلدة، سيتدخل الحزب للحفاظ على عائلاتها وعدم فرض المرشحين عليها، واحترام مبدأ المنافسة في ما بينها.
- التشديد على احترام قواعد التمثيل في المجالس المختلطة حيث المسيحيون والدروز، مع تشديد التقدمي على مسلمات مصالحة الجبل.
- التنسيق مع الأرسلانيين في انتخابات أكثر من بلدة، وأبرزها الشويفات وحاصبيا.
- تشديد رئيس الحزب على ضرورة تمثيل عنصري الشباب والنساء في المجالس البلدية لترجمة حصيلة المؤتمر البلدي الذي عقد في بعقلين، وضرورة إعطاء الدور المطلوب لهذه الفئة في المجتمع.

وإذا كانت ماكينة التقدمي تنشط في التحضير للبلديات، فإن محركاتها باشرت من اليوم الاستعداد للانتخابات النيابية والحفاظ على مقاعده الدرزية الستة من أصل ثمانية.
ويلاحظ أن جنبلاط يتنبه جيدا لما حصل في المنطقة من تطورات وخصوصا بعد التبدلات الأخيرة في المشهد السوري، مع التوقف عند التراشق بين المختارة والمرجع الدرزي الشيخ موفق طريف في إسرائيل.
ومن إشارات التقدمي حيال الانتخابات المقبلة، رغم اعتراضه على القانون النافذ، أنه سيحافظ على مقاعده الدرزية الـ6، مع توجيهه رسالة إلى المعنيين بأنه لن يقف هذه المرة متفرجا على المقعد الثاني في عاليه أمام النائب مارك ضو، وبات واضحا أن المختارة ستكون إلى جانب الأرسلانيين في استعادة مقعدهم وعدم تكرار "خروج" أي أصوات من صحن التقدمي.
وينسحب الموقف الجنبلاطي نفسه على المقعد الدرزي في مرجعيون- حاصبيا لناحية عدم إعطاء النائب فراس حمدان أي صوت، على عكس الانتخابات السابقة، مع توجه لدى التقدمي من اليوم إلى دعم ترشيح الوزير السابق مروان خير الدين الذي نجح في تعزيز العلاقة بين جنبلاط وأرسلان، في وقت تواجه فيه المنطقة عواصف سياسية عدة وخصوصا في سوريا. ويتخطى جنبلاط مسألة الفوز بمجلس بلدي هنا أو هناك أو نائب بالناقص أو بالزائد في لحظة هذا "الخطر الوجودي" في الإقليم.