المهل الزمنية... أكثر ما يحتاجه لبنان فلا تضيّعوا وقت الناس برفضها...

المهل الزمنية... أكثر ما يحتاجه لبنان فلا تضيّعوا وقت الناس برفضها...

image

المهل الزمنية... أكثر ما يحتاجه لبنان فلا تضيّعوا وقت الناس برفضها...

درباس: هناك شريحة كبيرة تقول إنها لن تدخل مرة جديدة في لعبة التكاذب بموضوع السلاح

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يبدو أن أكثر ما يحتاجه لبنان الآن، وسريعاً جداً، هو إلزام نفسه قبل أن تلزمه أي جهة خارجية، بوقت محدّد لكل شيء، وبمهل زمنية، وذلك بما يعاكس ويُناقض ما قد يظنّه البعض في الداخل.

 

الجدول الأول؟

فروزنامة واضحة للعمل على كل شيء، بدءاً من أصغر إصلاح عادي، وصولاً الى ملفات السلاح والمواضيع الأمنية والعسكرية، ستجعل كل شيء واضحاً، وستضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وأمام كل كلمة يتفوّهون بها، وستُقرن الأقوال بالأفعال بطريقة ملموسة، بات لبنان يحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى. فمتى يحصل ذلك؟ ومن يبادر الى كتابة الجدول الأول من تلك الروزنامة؟

 

لعبة التكاذب

أكد الوزير السابق رشيد درباس أنه "قد يكون مُفيداً للحكومة أن تضع برنامجاً مرحلياً قادرة على أن تنجزه خلال فترة عملها المحدودة بالانتخابات النيابية العام القادم، وذلك حتى يكون لها فضل تمهيد الطريق لحكم حقيقي، عندما يُنتخَب مجلس النواب الجديد في 2026، وعندما يتم تشكيل الحكومة الجديدة من بعده".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بمعزل عن السجالات السياسية، فهناك شريحة كبيرة في لبنان الآن تقول إنها لن تدخل مرة جديدة في لعبة التكاذب المشترك والتمويه الذي يُمارَس بموضوع السلاح والاستراتيجيا الدفاعية، وهي لعبة ممجوجة سقطت من باب التجربة المريرة".

 

خطوات متلاحقة

وشدد درباس على أنه "يمكن للحكومة الآن أن توضح المسار الذي ستسلكه في المراحل اللاحقة، فتقول مثلاً إنه في مرحلة أولى، واعتباراً من الآن وحتى إجراء الانتخابات النيابية، ستكون مسألة سيطرة الدولة على أراضيها تمّت. ونعني بالسيطرة هنا، أن لا يعود هناك أي مناطق حرة بالقيام بأي شيء، وأن أي ظهور مسلّح خارج إطار الجيش سيكون ثمنه مرتفعاً جداً".

وأضاف:"إذا أنجزت الحكومة ذلك من الآن وحتى الاستحقاق النيابي، فمن الممكن أن يكون عملها هذا متزامناً مع خطوات لا بدّ منها أيضاً، وهي سدّ الشغور في كل المؤسسات والوظائف، والقيام بمفاوضات حقيقية مع الجهات المالية الدولية بشأن إعادة بناء البنى التحتية للمناطق التي دُمِّرَت".

وتابع:"هناك مسألة مهمة أيضاً، وهي كيفية معالجة ملف اللاجئين. فتلك المشكلة تتفاقم، وهي تزيد النزاع السياسي والاتهامات المتبادلة، والانشقاقات الداخلية، بينما إذا تحدث الجميع بلغة واحدة، فإن الأمور ستُصبح أوضح. فاللاجئون في لبنان بالمعنى الدولي والقانوني للكلمة، ما عادوا لاجئين، وبالتالي يتوجب تشكيل ورش عمل للتفاوض مع سوريا والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والجامعة العربية ودول الخليج، وإيجاد حلّ حقيقي ونافع لهذه المسألة".

وختم:"إذا مشَت الحكومة بكل تلك الأمور مع بعضها، فإنها ستكون قامت بإنجاز مهمّ جداً، كمنصة للانطلاق الى المراحل القادمة".